وقال أبو القاسم الكعبي في قبول الأخبار (١/ ٣٠١): «وأخطأ في حديث الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عبد القاري: أن عمر طاف بالبيت. فرواه عن الزهري عن عروة».
• ورواه صالح بن كيسان [ثقة ثبت، وهو ثبت في الزهري، وأكبر منه] [يرويه: نوح بن يزيد بن سيار المؤدب - وهو: ثقة -، عن إبراهيم بن سعد - وهو: ثقة حجة -، عنه، لكن هذا الوجه أنكره أحمد]، وأسامة بن زيد الليثي ليس به بأس، صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه، وقد أنكروا عليه أحاديث، وله أوهام على الزهري. تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (٣٩٤ و ٦٠٠ و ٦١٩)، وحديثه هذا من جملة أوهامه على الزهري:
عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر.
[أخرجه أبو بكر الأثرم عزاه إليه: ابن حجر في الفتح (٣/ ٤٨٩)، والعيني في نخب الأفكار (٩/ ٤٠٣)]، وعلقه ابن أبي حاتم في العلل (٣/ ٢٤٧/ ٨٣٥).
قلت: المحفوظ ما رواه: مالك، ومعمر، ويونس، وابن أبي ذئب، والأوزاعي، والناس: عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر.
وقد جزم كبار النقاد بخطأ من قال فيه: عن عروة، والله أعلم.
وقد روي من وجهين آخرين عن عمر بإسنادين، في كل منهما انقطاع [أخرجه سعيد بن أبي عروبة في المناسك - عزاه إليه: ابن حجر في تغليق التعليق (٣/ ٧٨) -، وابن أبي شيبة (٨/٢٠/١٣٧٣٦ - ط الشثري)].
وممن روي عنه إباحة صلاة ركعتي الطواف خارج المسجد الحرام: عطاء بن أبي رباح. [أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٩١/ ١٥٧١٥)، والأزرقي في أخبار مكة (٢/ ١١٥)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٧٠/ ٥٤٢)].
وأما الطواف في أوقات النهي والصلاة فيها، فيأتي استيعابه - إن شاء الله تعالى - في موضعه من الفضل، تحت باب الطواف بعد العصر، تحت الحديث رقم (١٨٩٤).
[(٩) باب هل تجزئ المكتوبة من ركعتي الطواف]
١ - عن ابن عمر موقوفاً عليه:
• روى ابن جريج، قال: أخبرت عن مسلم بن مرة الجمحي، أنه طاف مع ابن عمر قبل غروب الشمس، قال: فأنجزنا، وأقيمت الصلاة، فصلينا المغرب، ثم قام فلم يصل، وأنشأ في سبع أخر، فقلت: إنك لم تصل على سبعك، فقال: أولسنا قد صلينا؟ ثم قال: تجزئ الصلاة المكتوبة من ركعتي السبع.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٧٤/ ٩٣١٠ - ط التأصيل الثانية)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٧٠/ ٥٤٢)