كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

الأبواب المستدركة على أبي داود في مسائل وأحكام الطواف - (١٧) باب الطواف في الثياب الموردة، والطواف في القلانس - ج: 30 - ص: 506

[(١٧) باب الطواف في الثياب الموردة، والطواف في القلانس]

١ - عن ابن عباس:

• يرويه: الحسين بن إسحاق التستري [ثقة حافظ]: حدثنا أمية بن بسطام [ثقة، وهو: ابن عم يزيد بن زريع، روى له الشيخان عن يزيد بن زريع]: حدثنا يزيد بن زريع [ثقة ثبت متقن، إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وهو من أثبت الناس في ابن أبي عروبة، وهو المقدم فيه على غيره، قديم السماع منه، سمع منه قبل الاختلاط]: حدثنا سعيد بن أبي عروبة [ثقة ثبت، قد سمع من أبي معشر، وقال الإمام أحمد: «أروى الناس عن أبي معشر: ابن أبي عروبة»]، عن أبي معشر [زياد بن كليب: كوفي ثقة]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن أزواج النبي ﷺ كن يطفن بالبيت، وعليهن ملاحف حمر، وليست بالمسبغة.

أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/٤٠/١٢٤١٠) [وبمتنه تحريف].

وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح.

• ورواه أبو بشر بكر بن خلف [ثقة]، قال: حدثنا خالد بن الحارث [ثقة ثبت، إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وهو من أثبت الناس في ابن أبي عروبة، قد سمع منه قبل الاختلاط]، عن سعيد، عن أبي معشر، عن سعيد بن جبير، أنه قال: رأيت بعض أزواج النبي ﷺ يطفن بالبيت، وعليهن ثياب حمر ليس بمشق.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٩٦/ ٦١١).

وهذا موقوف على بعض أزواج النبي ﷺ بإسناد صحيح.

• ورواه يزيد بن هارون [ثقة متقن، سمع من ابن أبي عروبة في الصحة والاختلاط، وقيل: سماعه كله في الصحة إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة. شرح العلل]، عن سعيد، عن أبي معشر، عن سعيد بن جبير، أنه رأى بعض أزواج النبي ﷺ تطوف بالبيت وعليها ثياب معصفرة.

أخرجه ابن أبي شيبة (١٣/ ٥٠٤/ ٢٦٣٥١ - ط الشثري).

قلت: وهذا موقوف على بعض أزواج النبي ﷺ بإسناد صحيح، وقد توبع عليه يزيد؛ مما يدل على أنه حفظه عن ابن أبي عروبة في حال صحته، والله أعلم.

* قال الفاكهي: «وقال ابن أبي عمر وغيره من أهل مكة: كانت الثياب الموردة لباس أهل مكة فيما مضى من الزمان، وإنما كان الرجل يأخذ ثوبيه إزاره ورداءه فيصبغهما ببعض الأصباغ، ثم يروح فيهما ويغدو، ولربما رأيت حلقة سعيد بن سالم القداح وإنها لمثل التفاحة من الثياب الملونة. ويقال: إن هشام بن سليمان المخزومي، أو غيره من القرشيين، كان يمشق ثوبه، ثم يروح فيها إلى المسجد، وإن هذا اللباس لم يكن يزري بالناس، ولا ببعضهم عن حال المروءة عندهم، ولا ينكرونه، وإن ذلك كان سبيلهم يريدون به الرفق في المعاش، وقد مضى رجل من بني جمح على مكة وهو يلبس هذه الثياب».