للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مستحب في الصلاة، وقال الأثرم: إذا فرغ من الأشواط التي يرمل فيها، سوى ردائه، والأول أولى؛ لأن قوله: طاف النبي مضطبعا؛ ينصرف إلى جميعه، ولا يضطبع في غير هذا الطواف، ولا يضطبع في السعي، وقال الشافعي: يضطبع فيه؛ لأنه أحد الطوافين، فأشبه الطواف بالبيت، ولنا: أن النبي لم يضطبع فيه، والسنة في الاقتداء به، قال أحمد: ما سمعنا فيه شيئا، والقياس لا يصح إلا فيما عقل معناه، وهذا تعبد محض».

وقال النووي في المجموع (٨/١٩): «واتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على استحباب الاضطباع في الطواف، واتفقوا على أنه لا يسن في غير طواف الحج والعمرة، وأنه يسن في طواف العمرة، وفي طواف واحد في الحج، وهو طواف القدوم أو الإفاضة، ولا يسن إلا في أحدهما، وحاصله: أنه يسن في طواف يسن فيه الرمل، ولا يسن فيما لا يسن فيه الرمل، وهذا لا خلاف فيه، ومختصره: أن الأصح من القولين: أنه إنما يسن الرمل والاضطباع في طواف يعقبه سعي، وهو إما القدوم وإما الافاضة، ولا يتصوران في طواف الوداع، والثاني: أنهما يسنان في طواف القدوم مطلقا سواء سعى بعده أم لا، قال أصحابنا: لكن يفترق الرمل والاضطباع في شيء واحد، وهو أن الاضطباع مسنون في جميع الطوفات السبع، وأما الرمل إنما يسن في الثلاث الأول ويمشي في الأربع الأواخر. قال أصحابنا: ويسن الاضطباع أيضا في السعي، هذا هو المذهب، وبه قطع الجمهور، وفيه وجه شاذ: أنه لا يسن فيه، ممن حكاه الرافعي».

وانظر: غريب الحديث لابن قتيبة (١/ ١٨٣). أدب الكاتب (١٨٢). الحاوي للماوردي (٤/ ١٣٩). بحر المذهب للروياني (٣/ ٤٧٦). شرح العمدة لابن تيمية (٥/ ١٥٠).

[٥١ - باب في الرمل]

١٨٨٥ - قال أبو داود: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل: حدثنا حماد:

حدثنا أبو عاصم الغنوي، عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله قد رمل بالبيت، وأن ذلك سنة، قال: صدقوا وكذبوا، قلت: وما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا؛ قد رمل رسول الله ، وكذبوا؛ ليس بسنة، إن قريشا قالت زمن الحديبية: دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف، فلما صالحوه على أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام، فقدم رسول الله ، والمشركون من قبل فعيقعان، فقال رسول الله لأصحابه: «ارملوا بالبيت ثلاثا»، وليس بسنة. قلت: يزعم قومك أن رسول الله طاف بين الصفا والمروة على بعيره، وأن ذلك سنة؟ قال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا، وما كذبوا؟ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>