قال: يبني. وقال أيضاً: في رواية ابن إبراهيم في الرجل يطوف، فيرى جنازة: يقطع، ويصلي عليها، ويبني. وسئل عن الرجل يطوف بالبيت، فيعيا: هل يستريح؟ فقال: نعم، قد فعله ابن عمر وابن الزبير؛ طافا واستراحا. وظاهر هذا: أن الموالاة غير واجبة» [ثم ذكر ما يدل على أن أحمد اعتبر طول الفصل وقصره، فأمر بالاستئناف الحائض إذا طهرت، ومن عاد إلى بلده].
[(١٥) باب القرآن في الطواف]
١ - حديث عائشة:
• يرويه: فرج بن فضالة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ﵂، قالت: والله ما قرن رسول الله ﷺ ساعة قط.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢١٦/ ٣٧٦)، ومحمد بن إسماعيل الصفار في حديث ابن منده في التاسع من حديثه (٣٦)، وعلقه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ١٣٧).
وهذا حديث منكر؛ تفرد به عن هشام بن عروة مرفوعاً: فرج بن فضالة التنوخي الشامي، وهو: ضعيف، يروي المناكير عن أهل الحجاز [انظر: تاريخ دمشق (٤٨/ ٢٥٤)، التهذيب (٣/ ٣٨٢)، وغيرهما]؛ إنما يروى في هذا عن عائشة موقوفاً.
• فقد رواه عبد الله بن أبي سلمة، قال: ثنا عبد الله بن نافع عن عروة بن هشام بن عروة، عن أبيه، عن جده، عن عائشة ﵂؛ أنها كرهت الإقران في الطواف، وأن عروة كان يكرهه، وأن هشاماً كان يكرهه.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢١٦/ ٣٧٨).
قلت: ولا يثبت هذا أيضاً عن عائشة موقوفاً، عروة بن هشام بن عروة: لم أقف له على ترجمة في كتب الجرح والتعديل، والراوي عنه: يغلب على ظني أنه: عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الزبيري المدني، وهو: صدوق، وشيخ الفاكهي عبد الله بن أبي سلمة: لا يدرى من هو؟
• وقد رواه عبد الله بن إدريس [ثقة ثبت]، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة، أنها كانت تقرن بين الأسابيع.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٣٦/ ١٥٤٤٩ - ط الشثري).
وهذا موقوف على عائشة بإسناد صحيح.
• وروى عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: حدثت أن عائشة نزلت في مسكن عتبة بن محمد بن الحارث، فكانت تطوف بعد العشاء الآخرة، فإذا أرادت الطواف أمرت بمصابيح المسجد، فأطفئت جميعاً، ثم طافت، فإذا فرغت من سبع تعوذت بين الركن والباب، ثم رجعت إلى الركن فاستلمت وطافت سبعاً آخر، فلما فرغت منه تعوذت بين الركن والباب، ثم رجعت فقرنت ثلاثة أسابيع، ثم انطلقت إلى وراء صفة زمزم، ثم صلت ركعتين، ثم تكلمت ثم صلت ركعتين تفصل بين كل ركعتين بكلام، وكان معها امرأة