١٨٠٧ - قال أبو داود: حدثنا هناد - يعني: ابن السري -، عن ابن أبي زائدة: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن سليم بن الأسود؛ أن أبا ذر كان يقول فيمن حج، ثم فسخها بعمرة: لم يكن ذلك إلا للركب الذين كانوا مع رسول الله ﷺ.
اضطرب فيه ابن إسحاق
والصواب في هذا: ما رواه مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: إنما كانت متعة الحج لنا رخصة أصحاب رسول الله ﷺ خاصة. كما قد رواه جماعة من الثقات الحفاظ: عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر ﵁، قال: كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد ﷺ خاصة.
أخرجه من طريق أبي داود: ابن حزم في المحلى (٥/ ٩٨)، وفي حجة الوداع (٤١٤)[وقع عنده: عن سليمان أو سليم بن الأسود. من رواية ابن الأعرابي عن أبي داود]، والبيهقي (٥/ ٢٢)[من رواية أبي بكر ابن داسة]، وابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٣٦٣)(١٥/ ٣١٨ - ط. الفرقان)[من رواية أبي بكر ابن داسة]. [التحفة (٩/ ١٦٤/ ١١٩٢٠)، المسند المصنف (٢٧/ ٣٠٩/ ١٢٣١٠)].
هكذا رواه عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: هناد بن السري [وهو: كوفي، ثقة حافظ].
خالف هنادا في إسناده ومتنه:
سعيد بن عمرو [سعيد بن عمرو بن سهل الكندي الأشعثي الكوفي: ثقة، من رجال مسلم والنسائي. التهذيب (٥/ ٩٢ - ط. دار البر)]، فرواه عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن إبراهيم التيمي، عن سليم المحاربي، عن يزيد التيمي، عن أبي ذر، قال: إن كانت المتعة لخوفنا ولحربنا.
أخرجه البيهقي (٢٠٧/ ٧)(١٤/ ٣٩٨/ ١٤٢٩٢ - ط هجر)(٦/ ٢٧٨٠/ ١١٢٥٦ - المهذب في اختصار السنن للذهبي)، بإسناد صحيح إلى سعيد بن عمرو به.
قال ابن حجر في الفتح (٩/ ١٧٢): «وأخرج البيهقي، من حديث أبي ذر - بإسناد حسن -: إنما كانت المتعة لحربنا وخوفنا».
قلت: هذا الوجه مردود من جهة إقحام الواسطة بين إبراهيم وأبيه؛ حيث رواه الثقات الحفاظ وغيرهم، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، بغير واسطة، مثل: