قلت: يعقوب بن زيد: لا تُعرف له رواية عن الصحابة، إنما هو من أتباع التابعين، ولا يثبت عنه أيضاً؛ حيث تفرد به عنه: موسى بن عبيدة الربذي، وهو: ضعيف، حدث بأحاديث مناكير.
• فلا يثبت في قراءة ركعتي الطواف حديث مرفوع، والله أعلم.
• وأما مسألة: صلاة الركعتين في الكعبة، فسيأتي الكلام عنها في باب: الصلاة في الكعبة، الأحاديث رقم (٢٠٢٣ - ٢٠٢٧)، إن شاء الله تعالى.
[(٨) باب ما جاء في جواز أداء ركعتي الطواف خارج المسجد]
١ - حديث أم سلمة:
• يرويه: هشام بن عروة، عن عروة، عن أم سلمة ﵂ زوج النبي ﷺ، أن رسول الله ﷺ قال وهو بمكة، وأراد الخروج، ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت، وأرادت الخروج، فقال لها رسول الله ﷺ: «إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك، والناس يصلون»، ففعلت، فلم تصلِّ حتى خرجَتْ. لفظه عند البخاري.
ولفظه عند النسائي وابن أبي شيبة: عن أم سلمة قالت: يا رسول الله! والله ما طفت طواف الخروج، فقال النبي ﷺ: «إذا أقيمت الصلاة فطوفي على بعيرك من وراء الناس».
أخرجه البخاري (١٦٢٦)، والنسائي في المجتبى (٥/ ٢٢٣/ ٢٩٢٦)، وفي الكبرى (٤/ ١١٨/ ٣٨٩٠)، وابن أبي شيبة (٣/ ١٧٠/ ١٣١٣٨)، وغيرهم. [تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٩/ ٨٥/ ٨١١)].
• وقد احتج به البخاري في بابه، وترجم عليه بقوله: «باب من صلى ركعتي الطواف خارجاً من المسجد».
٢ - عن عمر بن الخطاب:
• يرويه: مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف [مدني، ثقة، من الثانية]؛ أن عبد الرحمن بن عبد القاري [قيل: له صحبة، وقيل: ولد على عهد النبي ﷺ، وكان عاملاً لعمر على بيت المال، روايته عن عمر في الصحيحين] أخبره؛ أنه طاف بالبيت مع عمر بن الخطاب بعد صلاة الصبح بالكعبة، فلما قضى عمر طوافه نظر فلم ير الشمس، فركب حتى أناخ بذي طوى، فصلى ركعتين [وفي رواية: فسبح ركعتين].
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٩٥/ ١٠٧٤ - رواية يحيى الليثي) (٧٥٥ - رواية القعنبي) (١٢٩٧ - رواية أبي مصعب) (ق ٥٧/ ب - موطأ ابن القاسم برواية سحنون) (١١٢٥ - رواية ابن بكير) (٥٥٥ - رواية الحدثاني) (٤٤٠ - رواية الشيباني).
ومن طريقه: الشافعي في القديم [عزاه إليه: البيهقي في المعرفة (٧/ ٢٤٥/ ٩٩٤٥)]، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٨٧/ ٣٨٦٤)، والبيهقي (٢/ ٤٦٣) و (٥/ ٩١)، وفي المعرفة (٧/ ٢٤٥/ ٩٩٤٥)، وفي الخلافيات (٣/ ٢٩٩/ ٢٤٨٤ - ط الروضة). [الإتحاف (١٢/ ٣٠٨/ ١٥٦٤٨)]