كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٤٣ - باب في الفدية - ج: 29 - ص: 284

أبو بكر الصديق ﵁: كل ما في البحر قد ذكاه الله تعالى لكم. وروى الإمام أحمد بإسناده عن شريح رجل أدرك النبي ﷺ، قال: كل شيء في البحر مذبوح. وروي عن النبي ﷺ أنه قال: «إن الله ذبح كل شيء في البحر لابن آدم». [قلت: لا يثبت شيء من ذلك مرفوعا، لا عن شريح، ولا عن عبد الله بن سرجس، ولا عن جابر، ولا عن غيرهم من الصحابة].

ولنا: أنه حيوان يعيش في البر له نفس سائلة، فلم يبح بغير ذبح، كالطير، ولا خلاف في الطير فيما علمناه، والأخبار محمولة على ما لا يعيش إلا في البحر، كالسمك وشبهه؛ لأنه لا يتمكن من تذكيته؛ لأنه لا يذبح إلا بعد إخراجه من الماء، «وإذا خرج مات».

وانظر أيضا: جامع البيان لابن جرير (٨/ ٧٢٥) و (٨/ ٧٣٠). الإشراف لابن المنذر (٣/ ٤٦٥). التفسير البسيط للواحدي (٧/ ٥٣٠). الاستذكار (٤/ ١٣١) (١١/ ٢٨٨ - ط دار الوعي). شرح السنة للبغوي (٧/ ٢٧٤). تفسير البغوي (٣/ ١٠٢). أحكام القرآن لابن العربي (٢/ ٢٠٤). الجامع لأحكام القرآن (٨/ ٢١٣ - ط الرسالة). مجموع الفتاوى لابن تيمية (٢٦/ ١١٦). الفروع لابن مفلح (٥/ ٥١٨).

[٤٣ - باب في الفدية]

١٨٥٦ - قال أبو داود حدثنا وهب بن بقية، عن خالد الطحان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، أن رسول الله ﷺ مر به زمن الحديبية، فقال: «قد آذاك هوام رأسك؟»، قال: نعم، فقال النبي ﷺ: «احلق، ثم اذبح شاة نسكا، أو صم ثلاثة أيام، أو أطعم ثلاثة أصع من تمر على ستة مساكين».

حديث صحيح

• يرويه: خالد بن عبد الله الطحان، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ووهيب بن خالد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي [وهم ثقات]، ومحمد بن دينار الأزدي الطاحي [ليس به بأس]، وهو: سيئ الحفظ كثير الأوهام، والعباس بن الفضل الأنصاري أبو العباس الواقفي [متروك، منكر الحديث. التهذيب (٦/ ٤٧٠)]:

عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة [عبد الله بن زيد الجرمي]، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة ﵁، أن رسول الله ﷺ مر به زمن الحديبية، فقال له: «آذاك هوام رأسك؟»، قال: نعم، فقال له النبي ﷺ: احلق رأسك، ثم اذبح شاة نسكا، أو صم