أخرجه أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٢٢٦)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٢٤٧/ ١٤٨٧٩)، والضياء في المختارة (٩/ ٣٤٢/ ٣١٠).
وهذا موقوف على عبد الله بن الزبير بإسناد لا بأس به في المتابعات.
والبرْطَلَةُ: كلمة نبطية، معناها: ابن الظل، يعني: قلنسوة لها حافة ممتدة تظل من الشمس، وسماها بعضهم: المظلة الصيفية [انظر: جمهرة اللغة (٢/ ٧٦٠ و ١١٢٢ و ١٢٠٦). تهذيب اللغة (١٤/٤٠). المحيط في اللغة (٢/ ٣٣٥)].
والحاصل: فإن هذا الأثر ليس فيه دلالة على إباحة استظلال المحرم، وإنما هو محمول على كونه كان حلالاً، لذا جاز له أن يغطي رأسه في الطواف، والله أعلم. (١٨) باب لا يطوف بالبيت عريان:
• روى ابن شهاب، قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف؛ أن أبا هريرة أخبره، أن أبا بكر الصديق ﵁، بعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله ﷺ قبل حجة الوداع يوم النحر، في رهط يؤذن في الناس:«ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان».
أخرجه البخاري (٣٦٩) و (١٦٢٢) و (٣١٧٧) و (٤٣٦٣) و (٤٦٥٥) و (٤٦٥٦) و (٤٦٥٧)، ومسلم (٤٣٥/ ١٣٤٧)، وأبو داود (١٩٤٦). [سيأتي تخريجه في موضعه إن شاء الله تعالى].
[(١٩) باب الطواف في النعال]
١ - حديث عبد الرحمن بن عوف:
• يرويه: أبو النضر هاشم بن القاسم [ثقة ثبت]، ومحمد بن سعيد ابن الأصبهاني [محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي: ثقة ثبت]، وإسحاق بن عيسى [الطباع: صدوق]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [كوفي: صدوق حافظ إلا أنه اتهم بسرقة الحديث]، وسويد بن سعيد الحدثاني صدوق في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعف بسبب ذلك، وغيرهم:
حدثنا شريك بن عبد الله النخعي: صدوق، سيئ الحفظ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال: سمع عمر بن الخطاب ﵁ صوت ابن المغترف أو ابن الغرف الحادي، في جوف الليل، ونحن منطلقون إلى مكة، فأوضع عمر راحلته حتى دخل مع القوم، فإذا هو مع عبد الرحمن، فلما طلع الفجر قال عمر: هيء الآن، اسكت الآن، قد طلع الفجر، اذكروا الله، قال: ثم أبصر على عبد الرحمن خفين؛ قال: وخفان؟! فقال: قد لبستهما مع من هو خير منك، أو: مع رسول الله ﷺ، فقال عمر: عزمت عليك إلا نزعتهما، فإني أخاف أن ينظر الناس إليك فيقتدون بك. لفظ أبي النضر هاشم [عند أحمد].
ولفظ الحماني [عند أبي يعلى، والفاكهي]: رأيت عبد الرحمن بن عوف يطوف بالبيت وهو يحدو عليه خفان، فقال له عمر: ما أدري أيهما أعجب حداؤك حول البيت،