وقال ابن المنذر في الإشراف (٣/ ٢٦٩): «جاء الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: «تُرفع الأيدي في سبع مواطن، عند افتتاح الصلاة، واستقبال البيت، وعلى الصفا والمروة، والموقفين، والجمرتين». وروينا عن ابن عمر، وابن عباس أنهما قالا: ترفع الأيدي، فذكر مثل هذا، وممن كان يرفع يديه إذا رأى البيت الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق. وكان مالك: لا يرى رفع اليدين عند الاستلام. قال أبو بكر: الأول أولى».
• وقال الماوردي في الحاوي (٤/ ١٣٣): «قال الشافعي: ويستحب أن يرفع يديه عند دعائه إذا رأى البيت»، ثم ذكر التعارض بين حديث جابر، وحديث ابن عباس، ورجح حديث ابن عباس لكون المثبت مقدم على النافي. [وانظر: بحر المذهب للروياني (٣/ ٤٦٨). البيان للعمراني (٤/ ٢٧١). المجموع شرح المهذب (٨/٩). ففيها زيادة بيان].
• وقال ابن قدامة في المغني (٥/ ٢١١): «ويستحب رفع اليدين عند رؤية البيت.
روي ذلك عن ابن عمر، وابن عباس. وبه قال الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وإسحاق. وكان مالك لا يرى رفع اليدين»، وذكر التعارض المذكور آنفاً، ثم قال:«وهذا من قول النبي ﷺ، وذاك من قول جابر وخبره عن ظنه وفعله، وقد خالفه ابن عمر وابن عباس. ولأن الدعاء مستحب عند رؤية البيت، وقد أمر برفع اليدين عند الدعاء». [وانظر: شرح العمدة لابن تيمية (٥/ ١٤٥)].
[٤٧ - باب في تقبيل الحجر]
١٨٧٣ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، عن عمر، أنه جاء إلى الحجر فقبله، فقال: إني أعلم أنك حَجَرٌ لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك.
حديث متفق على صحته
• يرويه: محمد بن كثير [العبدي]، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، عن عمر ﵁، أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله، فقال: إني أعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي ﷺ يقبلك ما قبلتك. لفظ البخاري.
أخرجه البخاري (١٥٩٧)، وأبو داود (١٨٧٣)، وابن حبان (٩/ ١٣١/ ٣٨٢٢)، والبيهقي (٥/ ٧٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٢٥٧)، والبغوي في الشمائل (٧٢٣). [التحفة (٧/ ٢٠٩/ ١٠٤٧٣)، الإتحاف (١٢/ ٢٠٨/ ١٥٤٢٤)، المسند المصنف (٢٢/ ٢١٧/ ١٠٠٤٣)]
رواه عن محمد بن كثير العبدي البخاري، وأبو داود، وعثمان بن سعيد الدارمي [وهم أئمة ثقات حفاظ]، وأبو خليفة الفضل بن الحباب [ثقة].