للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأما حديث عمر بن الخطاب : أن النبي ، قال له: «يا عمر إنك رجل قوي، لا تُزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله فهلل وكبر». فقد قلت فيه: رجاله ثقات، وظاهره مرسل.

فكيف يقال بعد هذا البيان باشتراط استقبال الحجر عند بداية الطواف؟ ولا دليل على هذه الشرطية؛ بل لا يثبت حديث مرفوع في استقبال الحجر.

وقال ابن تيمية في موضع آخر (٥/ ١٧٢): «مسألة: وكلما حاذى الركن اليماني والحجر استلمهما، وكبر وهلل، ويقول بين الركنين: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [١٠١]، ويدعو في سائره بما أحب.

في هذا الكلام فصول: أحدها: أنه يستلم الركنين اليمانيين خاصة، ويكره استلام [غيرهما]. قال أحمد في رواية المروذي: ولا تستلم من الأركان شيئاً إلا ما كان من الركن اليماني والحجر الأسود، فإن زحمك الناس ولم يمكنك الاستلام فامض وكبر … .، وذلك لأن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم، فالركنان اللذان يليان الحجر ليسا بركنين في الحقيقة، وإنما هما بمنزلة سائر الجدار، والاستلام إنما يكون للأركان، وإلا لاستلم جميع جدار البيت في الطواف».

• وانظر أيضاً: التهذيب في اختصار المدونة (١/ ٥٢٠). الجامع لمسائل المدونة (٤/ ٤٨٤). التبصرة للخمي (٣/ ١١٧٦). المعونة للقاضي عبد الوهاب (١/ ٥٧٤).

المبسوط (٤/٤٩). التوضيح (٤/ ٢٠٨) و (١١/ ٣٠٣). الفتح لابن حجر (٣/ ٤٧٤).

[٤٩ - باب الطواف الواجب]

١٨٧٧ - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله - يعني: ابن عبد الله بن عتبة ـ، عن ابن عباس، أن رسول الله طاف في حجة الوداع على بعير، يستلم الركن بمحجن.

حديث متفق على صحته

أخرجه البخاري (١٦٠٧)، ومسلم (٢٥٣/ ١٢٧٢). [تقدم تخريجه مفصلاً في باب استلام الحجر بالمحجن، تحت الحديث رقم (١٨٧٣)].

* * *

١٨٧٨ - قال أبو داود: حدثنا مصرف بن عمرو اليامي: حدثنا يونس - يعني: ابن بكير: حدثنا ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>