قال ابن عدي:«وفيه ألفاظ ليست في حديث جعفر، ولعبد الله بن سنان غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، إما متناً وإما إسناداً».
قلت: إسناده واه، وهو حديث باطل، تفرد به صباح بن مروان النيلي، وهو: مجهول [انظر: إكمال ابن ماكولا (١/ ٤٠٣). الأنساب (١٣/ ٢٣٩)]، عن عبد الله بن سنان الزهري، وهو منكر الحديث، يروي ما لا يتابع عليه [الكامل (٥/ ٤٠٥). ضعفاء العقيلي (٢/ ٢٦٣). اللسان (٤/ ٤٩٦)] [انظر: نصب الراية (٣/٣٣). البدر المنير (٦/ ١٥١) و (١٩٦)].
ب - ورواه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، عن أبيه، عن جابر، قال: أذن فينا النبي ﷺ بالحج، فخرج، حتى إذا قدمنا المسجد عند الشجرة نزل ونزلنا، ثم ركبنا، فوقفنا ننتظر حتى ركب، فلما قدمنا مكة طاف وطفنا، فصلى ركعتين قرأ فيهما: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، ﴿وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدُ﴾، ثم طفنا بالصفا والمروة، حتى إذا كنا عند المروة، قال:«من لم يكن أهدى فليحل»، فقلنا: يا رسول الله، نوينا الحج، قال:«دخل الحج في العمرة»، فأصبنا النساء والطيب، فلما قدمنا وبيننا وبين أن نأتي منى أربعة أيام، فنأتي منى ومذاكيرنا تقطر من نسائنا؟ فقام سراقة بن مالك، فقال: أنبئنا يا رسول الله، كقوم إنما ولدوا اليوم، قال:«إن الحج قد دخل في العمرة، قال: لنا؟ أم للأبد؟ قال: «لا؛ بل للأبد».
أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ١٢٥/ ٦٥٧٦).
وهذا حديث منكر؛ يعقوب بن عطاء: ضعيف، له غرائب ومناكير [التهذيب (٤/ ٤٤٥)] [تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٢٥/ ٢٦٥/ ١٧٨٩)].
• وحاصل ما تقدم: فإن قراءة سورتي الإخلاص في ركعتي الطواف لا يثبت رفعه من حديث جابر، إنما هو مقطوع على محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أدرجه بعضهم في المرفوع، والله أعلم.
٢ - مرسل يعقوب بن زيد:
• يرويه: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن موسى بن عبيدة، عن يعقوب بن زيد [يعقوب بن زيد بن طلحة المدني: ثقة، من الخامسة عامة روايته عن التابعين، وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين]؛ أن النبي ﷺ قرأ في ركعتي الطواف: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾.
أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ١٣٤/ ١٦٥٦٤ - ط الشثري)، وابن أبي عمر العدني في مسنده (٦/ ٤٣٩/ ١٢٢٧ - مطالب).
قال البوصيري في إتحاف الخيرة (٣/ ١٩٩/ ٢٥٤٦): «رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر معضلاً، وفي سنده: موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، لكن المتن له شاهد من حديث جابر بن عبد الله، رواه الترمذي وصححه».