طاف الرجل ماشيا لا علة به تمنعه الرمل لم أحب أن يدع الاضطباع مع دخوله الطواف، وإن تهيأ بالاضطباع قبل دخوله الطواف فلا بأس، وإن كان في إزار وعمامة أحببت أن يدخلهما تحت منكبه الأيمن، وكذلك إن كان مرتديا بقميص أو سراويل أو غيره، وإن كان مؤتزرا لا شيء على منكبيه فهو بادي المنكبين لا ثوب عليه؛ يضطبع فيه ثم يرمل حين يفتتح الطواف، فإن ترك الاضطباع في بعض السبع؛ اضطبع فيما بقي منه، وإن لم يضطبع بحال؛ كرهته له كما أكره له ترك الرمل في الأطواف الثلاثة، ولا فدية عليه ولا إعادة».
• وقال عبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٨٤٩): «سألت أبي عن الطواف بالبيت مضطبعا؟ قال: لا بأس».
وقال أبو داود في مسائله لأحمد (٨٦٧): «قلت لأحمد: كيف الاضطباع؟ فوصفه لي، والتحف بثوبه، وعطفه على منكبه الأيسر. قلت له: أخرج يدي من هنا، أشرت إلى يدي اليمنى من فوق الرداء، فيبدو منكبي الأيمن؟ قال: نعم».
وقال غلام الخلال في زاد المسافر (٣/١٩/١٨٧٦): «قال أبو عبد الله في رواية أبي طالب وحديث يعلى رأيت رسول الله ﷺ مضطبعا، فهو إذا قدم مكة، فأول ما يطوف بالبيت يضطبع؛ يجعل رداءه على أحد كتفيه، ويظهر الأيمن، وأذهب أنا إليه، قد فعله النبي ﷺ، ولم أسمع أنه يضطبع بين الصفا والمروة».
وقال المزني في مختصره (١/ ٣١٦/ ٨٨٢ - ط مدارج): «ويضطبع للطواف؛ لأن النبي ﷺ اضطبع حين طاف، ثم عمر، قال: والاضطباع أن يشتمل برداء على منكبه الأيسر، من تحت منكبه الأيمن، فيكون منكبه الأيمن مكشوفا حتى يكمل سبعه».
وقال ابن المنذر في الإشراف (٣/ ٢٧٠): «روينا عن ابن عباس: أنه لما دخل رسول الله ﷺ على قريش واجتمعت نحو الحجر اضطبع رسول الله ﷺ. وممن رأى ذلك: عبد الرحمن بن الأسود، والشافعي، وأحمد وأبو ثور، وكل من لقيته من أصحابنا إلا مالك؛ فإنه قال: لم أسمع أحدا من أهل العلم ببلادنا يذكر أن الاضطباع سنة. قال أبو بكر بالقول الأول أقول».
وقال الماوردي في الحاوي (٤/ ٩٤): «فصل: ما تخالف فيه المرأة الرجل في الطواف فأما ما تخالفه في هيئات الطواف فثلاثة أشياء أحدها: أن الرجل مأمور بالاضطباع فيه، والرمل، والمرأة منهية عن ذلك، بل تمشي على هيئتها وستر جميع بدنها».
وقال ابن قدامة في المغني (٥/ ٢١٦): «ويستحب الاضطباع في طواف القدوم»، ثم قال: «وبهذا قال الشافعي، وكثير من أهل العلم، وقال مالك: ليس الاضطباع بسنة، وقال: لم أسمع أحدا من أهل العلم ببلدنا يذكر أن الاضطباع سنة، وقد ثبت بما روينا أن النبي ﷺ وأصحابه فعلوه، وقد أمر الله تعالى باتباعه، وقال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ … ، ثم قال: «وإذا فرغ من الطواف سوى رداءه؛ لأن الاضطباع غير