١٥٩٨ - قال أبو داود: حدثنا الهيثم بن خالد الجهني، وحسين بن الأسود العجلي، قالا: قال وكيع: البعل: الكبوس الذي ينبت من ماء السماء.
قال ابن الأسود: وقال يحيى - يعني: ابن آدم: سألت أبا إياس الأسدي عن البعل، فقال: الذي يسقى بماء السماء.
وقال النضر بن شميل: البعل: ماء المطر.
أثر صحيح
الهيثم بن خالد الجهني: ثقة، وحسين بن علي بن الأسود العجلي: قال فيه أحمد: «لا أعرفه»، وقال ابن نمير:«أرجو أن يكون صدوقاً إن شاء الله»، وقال أبو حاتم:«صدوق»، وروى عنه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«ربما أخطأ»، وقال الآجري عن أبي داود:«لا ألتفت إلى حكاياته، أراها أوهاماً، لكن قال فيه ابن عدي: «يسرق الحديث»، ثم ساق له أحاديث جزم بسرقتها من غيره، ثم قال: وللحسين بن علي بن الأسود أحاديث غير هذا، مما سرقه من الثقات، وأحاديثه لا يتابع عليها»، وقال الأزدي: «ضعيف جداً، يتكلمون في حديثه، قلت: لعله لما قدم عليه ابن نمير وأبو حاتم حدث بأحاديث مستقيمة؛ حتى لا يجرحه النقاد، والجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل؛ فإن مع الجارح زيادة علم [سؤالات ابن محرز (٢/ ٢٢٧/ ٧٨١)، سؤالات المروذي (٢٩٢)، الجرح والتعديل (٣/ ٥٦)، الثقات (٨/ ١٩٠)، الكامل (٢/ ٣٦٨)، تاريخ بغداد (٨/ ٦١٦ - ط الغرب)، الميزان (١/ ٥٤٣)، تاريخ الإسلام (٦/ ٧٤ - ط الغرب)، التهذيب (١/ ٤٢٥)]، قلت: وقد صح عن يحيى بن آدم من وجه آخر.
• قال يحيى بن آدم:«البعل والعثري والعذي: هو الذي يسقى بماء السماء، والعثري: ما يزرع بالسحاب والمطر خاصة، ليس يصيبه إلا ماء المطر، والبعل: ما كان من الكروم قد ذهبت عروقه في الأرض إلى الماء، فلا يحتاج إلى السقي الخمس سنين والست، يحتمل ترك السقي، فهذا البعل، والسيل: ماء الوادي إذا سال، والغيل: سيل دون سيل» [الخراج (٢٢٨ و ٣٦٤)، سنن البيهقي (٤/ ١٣١)].
وقال الشافعي: البعل: الذي بلغت أصوله الماء» [سنن الدارقطني (٣/٤٤/٢٠٣٤)، المعرفة (٦/ ١٢٩/ ٨٢٤٦)].
وقال أبو عبيد: فهذه الأسقاء التي ذكرت في هذه الأحاديث مختلفة المعاني، فالبعل منها: ما كان من نخل يشرب بعروقه من غير سقي سماء ولا غيرها. وقد قال بعضهم: إن البعل هو ما سقت السماء والتفسير عندي هو الأول؛ لأن الحديث قد فرق بينهما، ألا تراه قال: فيما سقت السماء وفي البعل فجعلهما نوعين، هكذا هو في الحديث المرفوع، وكذلك هو في حديث ابن عمر حين قال: ما كان بعلاً أو عثرياً، فصيرهما ضربين، فهذا البعل.