للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فأما مذهب مالك، والثوري، والشافعي: فلا صدقة فيها ولا في أثمانها حتى يحول على أثمانها الحول في ملك مالكيها.

قال أبو بكر بالقول الأول أقول؛ يعني: أن لا زكاة في الخضراوات.

وقال القاضي عبد الوهاب المالكي في الإشراف على نكت مسائل الخلاف (١/ ٣٩٦): «لا زكاة في الفواكه والخضر، خلافًا لأبي حنيفة؛ لأنه إجماع أهل المدينة نقلا؛ لأن الخضر كانت على عهد رسول الله والأئمة بعده، فلم ينقل أنه طالبهم بزكاة عنها، ولو كان ذلك قد وقع لم يغفل نقله؛ ولأنه من الأمور العامة التي تمس الحاجة إلى علمها، وقد روي: ليس في الخضروات صدقة»؛ ولأنه نبت لا يقتات مع الادخار كالحشيش؛ وزاد الخطابي في تعليل عدم إخراج الزكاة منها: أنها لا توسق، فقال في شرح حديث أبي سعيد «وفيه دليل على أن لا صدقة في الخضروات؛ لأنها لا توسق، وإنما شرط الصدقة فيما كان يقدر بالأوساق، وهي خارجة عن هذا المعنى» [إعلام الحديث (١/ ٧٥٠)]

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ١٤٨): «وأجمع العلماء كلهم من السلف والخلف على أن الزكاة واجبة في الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، واختلفوا فيما سوى ذلك من الحبوب».

وقال في الاستذكار (١/ ١١٩) «وفي كون الخضر بالمدينة، وإجماع أهلها على أنه لا زكاة فيها: دليل على أن رسول الله لم يأخذ منها الزكاة، ولو أخذ منها الزكاة ما خفي عليهم، فكانت الخضرة مما عفي عنه من الأموال، كما عفي عن سائر العروض التي ليست للتجارة».

وقال في التمهيد (٢٤/ ١٦٨) «ويدل على صحة هذا المذهب مع استفاضته في أهل العلم؛ أنه لم يأت عن النبي ، ولا عن أحد من أصحابه، ولا من التابعين بالمدينة؛ أنه أخذ الصدقة من الخضر والبقول، وكانت عندهم موجودة، فدل على أن ذلك معفو عنه، كما عفي عن الدور والدواب، لأن الأصل العفو، والوجوب طار عليه».

وقال في الاستذكار (٣/ ٢٢٧) «والقائلون في الزيتون بالزكاة: ابن شهاب الزهري ومالك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وهو أحد قولي الشافعي.

وقياس الزيتون على النخل والعنب غير صحيح عندي - والله أعلم -؛ لأن التمر والزبيب قوت، والزيتون إدام».

وقال الماوردي في الحاوي (٣/ ٢٣٥) في التدليل على عدم وجوب الزكاة في الزيتون: لما روي أن النبي لما بعث معاذًا إلى اليمن قال له: «لا تأخذ العشر إلا من أربعة الحنطة، والشعير، والنخل، والعنب»، فأثبت الزكاة في الأربعة، ونفاها فيما عدا ذلك، ولأنه قد كان موجودًا على عهد رسول الله فيما افتتحه من مخاليف اليمن

<<  <  ج: ص:  >  >>