وقد رواه جماعة من الثقات الحفاظ، عن أسامة بن زيد، عن مكحول، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة؛ كما سيأتي بيانه.
وهم فيه بعضهم، فجعله من حديث: عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو حديث منكر بهذا الإسناد.
رواه يزيد بن خالد بن موهب، وعبد الله بن خالد بن حازم:
ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس في الخيل والرقيق صدقة؛ إلا أن في الرقيق صدقة الفطر».
أخرجه الطحاوي في المشكل (٦/٢٩/٢٢٥٥)، والطبراني في الأوسط (٦/ ٢٣٢/ ٦٢٧٠)، والدارقطني في السنن (٣/٣٨/٢٠٢٣)، وفي العلل (١١/ ١٣٢/ ٢١٦٩)، والبيهقي في السنن (٤/ ١١٧). [الإتحاف (١٥/ ١٩٥/ ١٩١٤١)].
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا ابن أبي زائدة، تفرد به يزيد».
وقال الدارقطني: «ورواه يزيد بن خالد بن موهب، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ووهم فيه.
والصحيح: عن يحيى بن أبي زائدة، عن عبيد الله بن عمر، عن أسامة بن زيد، عن عراك، عن أبي هريرة».
وقال البيهقي عن حديث مكحول: «هذا هو الأصح، وحديثه عن أبي الزناد: غير محفوظ».
قلت: هذا الحديث رواه عن ابن أبي زائدة كالجماعة: أبو كريب محمد بن العلاء، وهو: ثقة حافظ، والحسن بن عرفة، وهو: صدوق.
وتابع ابن أبي زائدة على الوجه المحفوظ:
عبدة بن سليمان [ثقة ثبت]، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي [ثقة حافظ]، وعبد الله بن نمير [ثقة]، وأبو يوسف القاضي [صدوق].
رووه عن عبيد الله بن عمر، عن أسامة بن زيد، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس في الخيل ولا في الرقيق زكاة»، زاد ابن أبي زائدة: «إلا أن في الرقيق زكاة الفطر».
والمخالف لهؤلاء جميعاً: يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمداني، وهو: ليس بذاك الحافظ الذي تحتمل مخالفته للحافظ الكبير أبي كريب محمد بن العلاء، والحسن بن عرفة، وقد قال بقي بن مخلد في ابن موهب: «كان ثقة جداً»، وقال ابن قانع: «صالح»، وروى عنه أبو زرعة وأبو داود، وذكره ابن حبان في الثقات، وله أوهام. [التهذيب (٤/ ٤١٠)، انظر في أوهامه مثلاً: فضل الرحيم الودود (٣/ ٨٩/ ٢٢٣) و (١٨/ ١٥٢٠/ ٤٣١)] [انظر: بيان الوهم (٥/ ٢٣٨/ ٢٤٤٧)].