كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ١٠ - باب صدقة الرقيق - ج: 20 - ص: 65

قُلْتُ: هي زيادة شاذة من حديث مكحول، والمبهم هنا هو أسامة بن زيد الليثي، كما سيأتي بيانه، وقد ثبتت هذه الزيادة من حديث جعفر بن ربيعة، وهو حديث صحيح بهذا الاستثناء، رواه عن عراك عن أبي هريرة: جعفر بن ربيعة، وبكير ابن الأشج، وأخرجه مسلم بهذا الاستثناء في صدقة الفطر، فدل على أنها زيادة محفوظة من حديث عراك عن أبي هريرة، ويأتي تخريج طرقه في الحديث الآتي بعد هذا، والله أعلم.

وقال ابن عساكر في الأربعين حديثاً من المساواة (٣٧): وكذلك رواه عبيد الله بن عمر العمري، عن رجل، عن مكحول. وأظن الرجل الذي لم يسمه عبيد الله هو: «إسماعيل»، قلت: بل هو أسامة بن زيد؛ كما دل على ذلك طرق حديث عبيد الله بن عمر.

. قُلْتُ: اختلف في هذا الحديث على عبيد الله بن عمر العمري:

أ - فرواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة]، حدثنا عبيد الله، عن رجل، عن مكحول، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ليس في الخيل والرقيق زكاة، إلا زكاة الفطر في الرقيق». وتقدم.

ب - ورواه العباس بن الوليد بن نصر النرسي، وهو: [ثقة]، قال: حدثنا وهيب [هو: ابن خالد البصري]، وهو: ثقة ثبت، عن عبيد الله بن عمر، عن رجل، عن مكحول، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، قال: ليس في الخيل والرقيق صدقة، إلا صدقة الفطر. موقوفاً.

أخرجه أبو يعلى (١٠/ ٦١٣٩/ ٥٢٣). [المسند المصنف (٣١/ ٤٤١/ ١٤٤٦٩)].

ج - خالفهما: عبدة بن سليمان [ثقة ثبت]، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة [ثقة متقن] [وعنه: أبو كريب محمد بن العلاء، وهو: ثقة حافظ، والحسن بن عرفة، وهو: صدوق]، وعبد الله بن نمير [ثقة]، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي [ثقة حافظ]، وأبو يوسف القاضي [يعقوب بن إبراهيم: صدوق، كثير الخطأ. اللسان (٦/ ٣٦٨)، والراوي عنه: بشر بن الوليد الكندي الفقيه: صدوق، لكنه خرف، وصار لا يعقل ما يحدث به. اللسان (٢/ ٣١٦)]:

عن عبيد الله بن عمر، عن أسامة بن زيد، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: ليس في الخيل ولا في الرقيق زكاة، زاد ابن أبي زائدة: «إلا أن في الرقيق زكاة الفطر».

أخرجه البزار (١٤/ ٤٠١/ ٨١٥١)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٢/ ٩٤٨/ ١٣٤٢ و ١٣٤٣ - مسند عمر)، والطحاوي في المشكل (٦/٢٩/٢٢٥٦) و (٦/٣٠/٢٢٥٧)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٦/ ١٧٣ - ط الغرب).

قُلْتُ: يتحصل من مجموع الطرق عن عبيد الله بن عمر: أن الرجل المبهم في رواية الثقفي ووهيب هو أسامة بن زيد الليثي، وأما القول في رواية الجماعة: فإن أسامة بن زيد لم يروه عن عراك مباشرة، بل بينهما: مكحول؛ كما في رواية الثقفي ووهيب.