قلت: عمر بن السائب المصري، قال البخاري في ترجمته:«عمر بن السائب: عن أسامة بن زيد، روى عنه الليث بن سعد؛ منقطع، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن يونس: «كان فقيهاً»، وروى عنه جماعة، وهو مقل، وقال عنه ابن حجر في التقريب:«صدوق فقيه» [التاريخ الكبير (٦/ ١٦٢)، الجرح والتعديل (٦/ ١١٣ و ١١٤)، الثقات (٧/ ١٧٥)، تاريخ الإسلام (٣/ ٧١١ - ط الغرب)، إكمال مغلطاي (١٠/ ٥٧)، التهذيب (٣/ ٢٢٦)].
قلت: لا أستبعد أن يكون هذا الاختلاف في المتن إنما هو من قبل أسامة بن زيد الليثي مولاهم، وهو: صدوق، صحيح الكتاب، إلا أنه يخطئ إذا حدث من حفظه، وقد أنكروا عليه أحاديث [تقدمت ترجمته مفصلة عند الأحاديث رقم (٣٩٤ و ٦٠٠ و ٦١٩)].
وعلامة عدم ضبطه لهذا الحديث: اختلاف الثقات عليه، وانفراده عن عمرو بن شعيب بهذه الزيادة التي لم يتابع عليها:«فإذا استرد الواهب فليوقف فليُعرف بما استرد، ثم ليدفع إليه ما وهب»؛ فهو حديث منكر، والله أعلم.
• ورواه الحجاج بن أرطأة وعنه: يزيد بن هارون، وهو: ثقة متقن، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: «الراجع [وفي رواية: العائد] في هبته كالكلب يرجع في قيئه».
أخرجه أحمد (٢/ ٢٠٨/ ٦٩٤٣)، وابن منيع في مسنده (٣/ ٤٠١/ ٢٩٨٢ - إتحاف الخيرة)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (٤٩٨). [الإتحاف (٩/ ٥٢٢/ ١١٨٢٢)، المسند المصنف (١٧/ ٢١٩/ ٨٠٧٢)].
قلت: حجاج بن أرطأة: ليس بالقوي، ولم يذكر سماعاً، قال أبو نعيم الفضل بن دكين:«لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث، والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي»، قال ابن رجب: يعني: أنه يدلس بقية حديثه عن عمرو: عن العرزمي». [شرح العلل (٢/ ٨٥٥)]، قلت: والعرزمي: متروك.
• ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وروح بن عبادة، وإبراهيم بن طهمان، ومحمد بن جعفر غندر، وشعيب بن إسحاق [وهم ثقات، وفيهم من سمع من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، مثل: عبد الأعلى، وروح بن عبادة، وقد روى لهما الشيخان عن ابن أبي عروبة، وكذا شعيب بن إسحاق سماعه قديم شرح العلل (٢/ ٧٤٤)، التهذيب (١/ ٦١٤)]:
عن سعيد بن أبي عروبة [ثقة ثبت]، عن عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن نبي الله ﷺ قال:«لا يرجع في هبته إلا الوالد من ولده». لفظ عبد الأعلى.
ولفظ روح [عند الدارقطني]: «لا يرجع في هبته إلا الوالد من ولده، والعائد في هبته كالكلب يعود في قيئه».