قال طاووس: كنت أسمع وأنا صغير: عائد في قيئه، فلم ندر أنه ضرب له مثلاً، [وفي رواية: لم أكن أظن أنه ضرب له مثلاً]، قال:«فمن فعل ذلك فمثله كمثل الكلب، يأكل ثم يقيء ثم يعود في قيئه». لفظ إبراهيم بن نافع.
ولفظ ابن جريج مرسلاً أيضاً:«لا يحل لأحد يهب هبة ثم يعود فيها إلا الوالد».
قال طاووس: كنت أسمع الصبيان يقولون: يا عائداً في قيئه، ولم أشعر أن رسول الله ﷺ ضرب ذلك مثلاً، حتى بلغنا أنه كان يقول:«مثل الذي يهب الهبة ثم يعود فيها»، وذكر كلمة معناها:«كمثل الكلب يأكل قيئه». [لفظه عند النسائي].
ولفظه عند عبد الرزاق ابن جريج، قال: أخبرني حسن بن مسلم، عن طاووس، قال: كنت أسمع - وأنا غلام - الغلمان يقولون: الذي يعود في هبته كالكلب يعود في قيئه، ولا أشعر أن رسول الله ﷺ ضرب ذلك مثلاً، حتى أخبرت به بعد أن رسول الله ﷺ قال:«إنما مثل الذي يهب ثم يعود في هبته، مثل الكلب يقيء ثم يأكل قيئه».
ثم قال ابن جريج: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاووس؛ أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يحل لأحد أن يهب لأحد شيئاً ثم يأخذه منه إلا الوالد».
ورواه مسلم بن خالد [عند الشافعي]، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاووس؛ أن النبي ﷺ قال:«لا يحل لواهب أن يرجع فيما وهب، إلا الوالد من ولده».
أخرجه النسائي في المجتبى (٦/ ٣٦٩٢/ ٢٦٥) و (٦/ ٣٧٠٤/ ٢٦٨)، وفي الكبرى (٦/ ١٨٠/ ٦٤٨٧) و (٦/ ١٨٣/ ٦٤٩٩)، والشافعي في اختلاف الحديث (١٠/ ١٥٠/ ١٦١ - الأم)، وفي المسند (١٧٤)، وعبد الرزاق (٩/ ١١٠/ ١٦٥٤١ و ١٦٥٤٢)(٨/ ٤٣٤/ ١٧٧٥١ - ط التأصيل) و (٨/ ٤٣٥/ ١٧٧٥٢ - ط التأصيل)، وابن أبي شيبة (٤/ ٤٢١/ ٢١٧١٣)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (٢/ ٤٨٠/ ٢٥٠٣)، والطحاوي في المشكل (١٣/ ٦٦/ ٥٠٦٩)، والبيهقي في السنن (٦/ ١٧٩ و ١٧٩ - ١٨٠)، وفي المعرفة (٩/ ٦٥/ ١٢٣٦٩)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٨/ ٣٠٠/ ٢٢٠٣). [التحفة (٤/ ٤٣٧/ ٥٧٥٥)، المسند المصنف (١٢/ ٤٦٢/ ٦٠٦٤)].
قلت: الحسن بن مسلم بن يناق المكي: ثقة، روى له الشيخان، قال أبو داود:«كان من العلماء بطاووس» [التهذيب (١/ ٤١٥)].
وهذا مرسل بإسناد صحيح رجاله رجال الشيخين.
قال ابن أبي حاتم في العلل (٥/ ٦٨٢/ ٢٢٥٣) و (٦/ ٦٢٩/ ٢٨١٦): «وسألت أبي عن حديث رواه أبو عبيدة السقطي، عن الأنصاري، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، قال: «من وهب هبة ثم عاد فيها، فهو كالكلب يعود في قيئه»؟ فسمعت أبي يقول: ليس هكذا يُروى؛ إنما يرويه: عن طاووس؛ أن النبي ﷺ، مرسل، ولا أعلم أحداً تابع هذه الرواية من حديث الحسن بن مسلم، مرفوع موصل».