وليس في الحديث ذكر النتاج، في المحفوظ عن زيد بن أسلم، والله أعلم.
• ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وابن أبي عمر العدني:
قالوا: حدثنا ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: حمل عمر على فرس في سبيل الله، فرآه - أو شيئاً من نتاجه - يباع في السوق، فأراد أن يشتريه، فسأل النبي ﷺ فقال: «لا؛ اتركه حتى توافيك يوم القيامة». لفظ ابن أبي شيبة.
ولفظ أحمد: حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه؛ أن عمر حمل على فرس في سبيل الله، فرآها أو بعض نتاجها يباع، فأراد شراءه، فسأل النبي ﷺ عنه فقال: «اتركها توافك، أو تلقها جميعاً». وقال مرتين فنهاه، وقال: «لا تشتره، ولا تعد في صدقتك».
ولفظ ابن أبي عمر [عند البيهقي]: ثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: حمل عمر بن الخطاب ﵁ على فرس في سبيل الله، فرأى شيئاً من نتاجه يباع، فأراد شراءه، فسأل النبي ﷺ، فقال: «لا تشتره، ولا تعد في صدقتك». قلت: وهذا اللفظ الأخير: «لا تشتره، ولا تعد في صدقتك»، هو المحفوظ، وما عداه وهم، كما أن ذكر النتاج وهم؛ فضلاً عن التقصير بإرساله، وهو متصل.
أخرجه مسلم (٢/ ١٦٢٠)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤١٠/ ١٠٥٠٢) (٦/ ٣٢٩/ ١٠٨٠٢ - ط الشثري)، وأحمد (١/٢٥/١٦٦) (١/ ١٨٠/ ١٦٨ - ط المكنز)، والبيهقي (٤/ ١٥١)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ١٥٩/ ١٠٩٤) [وفي سنده سقط]. [الإتحاف (١٢/ ٨٩/ ١٥١٤١)، المسند المصنف (٢٢/ ١٩٥/ ١٠٠٣٠)].
قلت: أخرجه مسلم في المتابعات، ولم يسق إسناده تاماً، فضلاً عن عدم ذكر المتن المشتمل على ذكر النتاج.
قال مسلم: «وحدثناه ابن أبي عمر: حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد، غير أن حديث مالك وروح أتم وأكثر».
وهذا صورته صورة المرسل، وهو متصل، كما في رواية الحميدي والشافعي عن سفيان، وكما في رواية الجماعة عن زيد بن أسلم، وهذا من تصرف ابن عيينة، وعدم ضبطه لهذه الرواية، ورواية أحمد عن ابن عيينة تشعر بعدم ضبطه للمتن، وإن كان المحفوظ عنه سنداً ومتناً: ما رواه عنه راويته الحميدي، وأخرجه عنه البخاري في الصحيح، ولعل السبب في وقوع الوهم أحياناً لابن عيينة في هذا الحديث؛ أنه تحمله مبكراً، فإن بين وفاته وبين وفاة زيد بن أسلم ما يزيد على ستين سنة، وهي مدة طويلة يطرأ على الإنسان فيها من الوهم والنسيان ما لا يعلمه إلا الله، والله أعلم.
• تابع مالكاً على وصله: هشام بن سعد، وروح بن القاسم، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وخارجة بن مصعب:
٩ - رواه وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن نمير، وجعفر بن عون [وهم ثقات]: