إلى أن ختم أبو عبيد كلامه بقوله (٢/ ٤٣٢): «وفي أسنان الإبل أشياء كثيرة، وإنما كتبنا منها ما جاء في هذا الحديث»؛ يعني: أنه اختصر كلام الأصمعي وغيره، واختار منه فقط ما يتعلق بأسنان الإبل الواردة في الصدقات والديات والأضاحي.
وقد ذكر نحو هذا التفصيل أيضاً في أسنان الإبل: ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٣٧١/ ١٣١٢ - السفر الثاني)، نقلاً عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قوله، وفيه فوائد، فليراجع.
• وقد أعاد أبو داود ذكر أسنان الإبل في كتاب الديات، بعد الحديث رقم (٤٥٥٥)، بسياق مختلف عن سياقه في هذا الموضع، فقال:«قال أبو عبيد وغير واحد: إذا دخلت الناقة في السنة الرابعة فهو حِقٌّ، والأنثى: حِقَّة، لأنه يستحق أن يحمل عليه ويركب، فإذا دخل في الخامسة فهو جذع وجذعة، فإذا دخل في السادسة وألقى ثنيته فهو ثني وثنية، فإذا دخل في السابعة فهو رباع ورباعية، فإذا دخل في الثامنة وألقى السن الذي بعد الرباعية فهو سَدِيس وسَدَس، فإذا دخل في التاسعة وفطر نابه وطلع فهو بازل، فإذا دخل في العاشرة فهو مُخْلِف، ثم ليس له اسم، ولكن يقال: بازل عام، وبازل عامين، ومخلف عام، ومخلف عامين، إلى ما زاد، وقال النضر بن شميل: ابنة مخاض لسنة، وابنة لبون لسنتين، وحقة لثلاث، وجذعة لأربع، وثني لخمس، ورباع لست، وسديس لسبع، وبازل لثمان».
قال أبو داود:«قال أبو حاتم والأصمعي: والجذوعة وقت وليس بسن. قال أبو حاتم: قال بعضهم: فإذا ألقى رباعيته فهو رباع، وإذا ألقى ثنيته فهو ثني. وقال أبو عبيد: إذا لقحت فهي خَلِفَة، فلا تزال خَلِفَة إلى عشرة أشهر، فإذا بلغت عشرة أشهر فهي عِشْرَاء. قال أبو حاتم: إذا ألقى ثنيته فهو ثني، وإذا ألقى رباعيته فهو رباع».
• وقد اختصر ابن خزيمة كلام الأوائل اختصاراً جيداً وشرحه شرحاً سهلاً معللاً، فقال في الصحيح (٤/١٥): «الناقة إذا ولدت فتم لولدها سنة، ودخل ولدها في السنة الثانية؛ فإن كان الوليد ذكراً فهو ابن مخاض، والأنثى بنت مخاض؛ لأن الناقة إذا ولدت لم ترجع إلى الفحل ليضربها الفحل إلى سنة، فإذا تم لها سنة من حين ولادتها رجعت إلى الفحل، فإذا ضربها الفحل ألحقت بالمخاض، وهنَّ الحوامل، فكانت الأم من المواخض، والماخض: التي قد خاض الولد في بطنها؛ أي: تحرك الولد في البطن، فكان ابنها ابن مخاض وابنتها ابنة مخاض، فتمكث الناقة حاملاً سنة ثانية، ثم تلد، فإذا ولدت صار لها ابن فسميت لبوناً، وابنها ابن لبون، وابنتها ابنة لبون، وقد تم للولد سنتان، ودخل في السنة الثالثة فإذا مكث الولد بعد ذلك تمام السنة الثالثة، ودخل في السنة الرابعة سمي حِقَّة، وإنما تسمى حقة؛ لأنها إن كانت أنثى استحقت أن يحمل الفحل عليها، وتحمل عليها الأحمال، وإن كان ذكراً استحق الحمولة عليه، فسمي حقة، لهذه العلة، فأما قبل ذلك، فإنما يضاف الولد إلى الأم فيسمى إذا تم له سنة، ودخل في السنة الثانية: ابن