وأنا أعرف بمواقع ذلك، أما أبو عامر الخزاز [هو: أبو عامر العقدي، كما تقدم بيانه] فرواه عنه: محمد بن معمر البحراني، ومحمد بن بشار، ورواه البزار عن محمد بن معمر، ورواه بقي بن مخلد عن محمد بن بشار، ورواه عن خالد بن مخلد أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده، ورواه عن إسحاق الفروي: أبو عبد الله البخاري في تاريخه الكبير، وعلي بن عبد العزيز في المنتخب، ورواه عن إسماعيل بن أبي أويس: أبو بكر بن أبي خيثمة؛ فتبين أن رواية بشر وهم، ويزيد ذلك بياناً أن ثابت بن قيس مذكور في التواريخ بروايته عن خارجة بن إسحاق، والله أعلم».
قال الخطابي في المعالم (٢/٤٠): «قوله: ركيب؛ تصغير ركب، وهو جمع: راكب، كما قيل: صحب في جمع: صاحب، وتجر في جمع تاجر، وإنما عنى به: السعاة إذا أقبلوا يطلبون صدقات الأموال، فجعلهم مُبْغِضين؛ لأن الغالب في نفوس أرباب الأموال بغضهم والتكره لهم، لما جبلت عليه القلوب من حب المال وشدة حلاوته في الصدر؛ إلا من عصمه الله ممن أخلص النية، واحتسب فيها الأجر والمثوبة.
وفيه من العلم: أن السلطان الظالم لا يغالب باليد ولا ينازع بالسلاح».
* * *
١٥٨٩ - قال أبو داود: حدثنا أبو كامل: حدثنا عبد الواحد - يعني: ابن زياد؛ (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان - وهذا حديث أبي كامل، عن محمد بن أبي إسماعيل، حدثنا عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله، قال: جاء ناس - يعني: من الأعراب - إلى رسول الله ﷺ، فقالوا: إن ناساً من المصدقين يأتونا فيظلمونا، قال: فقال: «أرضُوا مصدقيكم»، قالوا: يا رسول الله، وإن ظلمونا؟ قال:«أرضُوا مصدقيكم».
زاد عثمان:«وإن ظلمتم».
قال أبو كامل في حديثه: قال جرير: ما صدر عني مصدق بعدما سمعت هذا من رسول الله ﷺ إلا وهو عني راض.
• حديث صحيح، دون زيادة:«وإن ظلمتم»؛ فإنها شاذة
أخرجه من طريق أبي كامل فضيل بن حسين الجحدري [ثقة متقن]، عن عبد الواحد بن زياد [ثقة مأمون] بدون زيادة: «وإن ظلمتم»:
مسلم (٢٩/ ٩٨٩)، وأبو عوانة (٨/٣٦٥/٣٣٩٥)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٧٠/ ٢٢٣٠)، والبيهقي (٤/ ١٣٧). [التحفة (٢/ ٥٦٩/ ٣٢١٨)، الإتحاف (٤)(٤٨/ ٣٩٣٩)، المسند المصنف (٧/ ٩٥/ ٣٥٠٤)].