أورد فيه خمسة أحاديث (٢٩٤٣ - ٢٩٤٧)، فنرجئ الكلام عليها وتخريج شواهدها إلى موضعها، والله الموفق للصواب.
• ومما روي في إخراج المعيبة:
حديث وائل بن حجر:
رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد [ثقة ثبت]، وزيد بن أبي الزرقاء [ثقة]، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي [صدوق، كثير الوهم، سيئ الحفظ، ليس بذاك في الثوري]:
عن سفيان [الثوري]، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، عن النبي ﷺ أنه بعث إلى رجل فبعث إليه بفصيل مخلول، فقال رسول الله ﷺ:«جاء مصدق الله، ومصدق رسول الله ﷺ، فبعث بفصيل مخلول؛ اللَّهُمَّ لا تبارك له فيه، ولا في إبله»، فبلغ ذلك الرجل ما قال رسول الله ﷺ، فبعث إليه بناقة من حسنها وجمالها، فقال رسول الله ﷺ:«اللهم بارك فيه وفي إبله».
وفي رواية:«ذهب مصدق الله، ومصدق رسوله إلى فلان فجاء بفصيل مخلول».
وفي رواية ابن أبي الزرقاء [عند النسائي]: أن النبي ﷺ بعث ساعياً، فأتى رجلاً، فآتاه فصيلاً مخلولاً، فقال النبي ﷺ: بعثنا مصدق الله ورسوله، وإن فلاناً أعطاه فصيلاً مخلولاً، اللَّهُمَّ لا تبارك فيه ولا في إبله، فبلغ ذلك الرجل فجاء بناقة، فجاء بناقة حسناء، فقال: أتوب إلى الله ﷺ، وإلى نبيه ﷺ، فقال النبي ﷺ:«اللهم بارك فيه وفي إبله».
وجاء تفسير الفصيل المخلول في رواية أبي حذيفة: فجاء بفصيل مخلول سيئ الحال مهزول.
ولفظ بتمامه [عند الطبراني]: بعث النبي ﷺ رجلاً على صدقة فجاء بفصيل مخلول، سيئ الحال مهزول، فقال: هذا من صدقة فلان الفلاني، فصعد النبي ﷺ المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال:«إني بعثت رسولي على الصدقة، فذهب إلى فلان بن فلان فجاء بهذا الفصيل المخلول، لا بارك الله له في إبله»، فبلغ الرجل دعاء النبي ﷺ فجاء بناقة كوماء يتلها، حتى انتهى إلى النبي ﷺ فدفعها إليه، فصعد المنبر، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال:«إن فلان بن فلان الفلاني بلغه دعاء النبي ﷺ، فجاء بهذه الناقة الكوماء، بارك الله فيه وفي إبله»؛ ولعل هذا السياق من قلة ضبط أبي حذيفة، وكثرة أوهامه على الثوري.
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/٣٠/٢٤٥٨)، وفي الكبرى (٣/٢٠/٢٢٥٠)، وابن خزيمة (٤/٢٢/٢٢٧٤)(٢٣٣٩ - ٣/ ١١٢ - ط التأصيل)، والحاكم (١/ ٤٠٠)(٢/ ٢٦٦/ ١٤٧١ - ط الميمان)(٢/ ٤١٧/ ١٤٦٩ - ط المنهاج القويم)، والطبراني في الكبير (٢٢/٤٠/١٠٠)، وفي الدعاء (٢٠١٣)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٣٨٧)، والبيهقي (٤/ ١٥٧). [التحفة (٨/ ٣٣٨/ ١١٧٨٥) الإتحاف (١٣/ ٦٧١/ ١٧٢٨٨)، المسند المصنف (٢٥/ ٤٥٣/ ١١٥١٠)]