قلت: يزيد بن عياض بن جعدة: متروك، كذبه مالك وابن معين والنسائي [التهذيب (٤/ ٤٢٥)]، فلا تسوي روايته شيئاً.
قال الترمذي: «حديث رافع بن خديج: حديث حسن، ويزيد بن عياض: ضعيف عند أهل الحديث، وحديث محمد بن إسحاق: أصح».
وقد صححه ابن خزيمة والحاكم، واحتج به أبو داود.
• وروي من حديث عبد الرحمن بن عوف، ولا يثبت:
رواه المقدام بن داود، ثنا ذؤيب بن عمامة، ثنا سليمان بن سالم، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: «العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق، كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته».
أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ١٣٤/ ٢٨١)، والدارقطني في الأفراد (١/ ١٣٥/ ٥٤٤ - أطرافه).
قال الدارقطني: «غريب من حديث عبد الرحمن بن حميد عن أبيه، تفرد به عنه سليمان بن سالم».
قلت: سليمان بن سالم أبو أيوب، وقيل: أبو الربيع، مولى عبد الرحمن بن حميد: روى عنه جماعة، وقال أبو حاتم: «شيخ»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد أخطأ ابن عدي حين خلطه بأبي داود القرشي البصري، وتبعه الذهبي على ذلك، والصواب: التفرقة بينهما، كما نبه على ذلك ابن حجر في اللسان [التاريخ الكبير (٤/١٨)، كن مسلم (١٢٥)]، الجرح والتعديل (٤/ ١١٩)، الثقات (٨/ ٢٧٣)، الكامل (٣/ ٢٧٠)، فتح الباب (٣٨٩ و ٢٧٩٥)، تاريخ الإسلام (١١/ ١٤٨) و (١٢/ ١٧٥)، اللسان (٤/ ١٥٤)، الثقات لابن قطلوبغا [(٥/ ١٠٩)]، ومن فوقه ثقات؛ وحميد بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه [تحفة التحصيل (٨٣)، التهذيب (١/ ٤٩٧)].
وذؤيب بن عمامة السهمي: صدوق، روى مناكير [الجرح والتعديل (٣/ ٤٥٠)، الثقات (٨/ ٢٣٨)، ضعفاء الدارقطني (٨٩)، اللسان (٣/ ٤٣٠)].
ومقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني المصري: ضعيف، واتهم [راجع ترجمته: تحت الحديث المتقدم برقم (٢٣٦)، وبرقم (٧٢٨)، طريق رقم (١٤)] [اللسان (٨/ ١٤٤)]، وكلام الدارقطني يدل على عدم تفرده به.
وهو حديث غريب.
• وأما ما روي في غلول الصدقة:
فإنه يدخل فيه أحاديث اعتداء المصدق على رب المال، التي تقدم ذكرها، ويأتي ذكر بعضها في باب رضى المصدق.
وسوف يعقد أبو داود لأحاديث غلول الصدقة ثلاثة أبواب في كتاب الخراج والإمارة والفيء، وهي: باب في أرزاق العمال، وباب في هدايا العمال، وباب في غلول الصدقة،