للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

اللَّيْث بن سعد، ومِن المُكْثرين عنه، وعبد الله بن صالح [أبو صالح كاتب الليْث: صدوق، كثير الغَلَط، وكانت فيه غَفْلة]:

حدثني اللَّيْث [ثقة، ثبت، إمام فقيه]: حدثني هشام بن سعد، عن عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس [ثقة، من السادسة]، عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري [مدني، ثقة، من الرابعة، مات بعد العشرين ومائة]، عن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري؛ أن رسول الله بعثه ساعياً، فقال أبوه: لا تخرج حتى تُحدِّث برسول الله عهداً، فلما أراد الخروج أتى رسول الله قال له رسول الله : «يا قيس لا تأت يوم القيامة على رقبتك بعير له رُغَاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة لها يُعار، ولا تكن كأبي رِغال»، فقال سعد: وما أبو رِغال؟ قال: «مصدِّق بعثه صالح، فوجد رجلاً بالطائف في غُنيمة قريبة من المائة شِصاص إلا شاة واحدة، وابن صغير لا أمَّ له، فلبن تلك الشاة عيشه، فقال صاحب الغنم: من أنت؟ فقال: أنا رسول رسول الله ، فرحَّب وقال: هذه غنمي فخذ أيما أحببت، فنظر إلى الشاة اللبون، فقال: هذه، فقال الرجل: هذا الغلام كما ترى ليس له طعام ولا شراب غيرها، فقال: إن كنت تُحبُّ اللبن، فأنا أحبه، فقال: خذ شاتين مكانها، فأبى، فلم يزل يزيده، ويبذل حتى بذل له خمس شياه شِصاص [وفي رواية أبي صالح: خمسين شاة شِصاصاً] مكانها، فأبى عليه، فلما رأى ذلك عمد إلى قوسه فرماه فقتله، فقال: ما ينبغي لأحد أن يأتي رسول الله بهذا الخبر أحد قبلي، فأتى صاحب الغنم صالحاً النبي ، فأخبره، فقال صالح: اللَّهم العن أبا رِغال، اللَّهم العن أبا رغال»، فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله! أعف قيساً من السعاية.

أخرجه ابن خزيمة (٤/٢١/٢٢٧٢) (٣/١١٠/٢٣٣٧ - ط التأصيل)، والحاكم (١/ ٣٩٨) (٢/٢٦٢/١٤٦٦ - ط الميمان) (٢/٤١٤/١٤٦٤ - ط المنهاج القويم)، وابن زنجويه في الأموال (١٥٥٣)، والخطابي في أعلام الحديث (٢/ ٧٧٧)، والبيهقي (٤/ ١٥٧).

[الإتحاف (١٢/ي ٧٢٦/١٦٣٥١)، المسند المصنف (٢٣/٥٥٠/١٠٦٨٧)].

تساهل الحاكم فيه فقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وله شاهد مختصر على شرط الشيخين».

وتعقبه الذهبي بقوله: «قلت: بل منقطع؛ عاصم: لم يدرك قيساً».

قلت: انقطاعه ظاهر؛ فإن عاصماً مات بعد العشرين ومائة، ومات قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي سنة ستين تقريباً، فيكون بينهما ما يزيد على ستين سنة، مما يتعذر معه الإدراك في العادة.

قلت: وهشام بن سعد: ثبت في زيد بن أسلم، وليس بذاك القوي في غيره، إنما يُقبل حديثه أو يُردُّ بالقرائن الدالة على حفظه للحديث، أو عدم ضبطه له، وقد ضعفه النسائي وابن معين، وليناه في رواية، ووافقهما على تليينه جماعة [انظر: التهذيب (٤/ ٢٧٠) وغيره] [وقد سبق الكلام على هشام بن سعد مراراً، ومتى يقبل حديثه، ومتى يردُّ،

<<  <  ج: ص:  >  >>