الحلية: «هذا حديث غريب من حديث عبد الله بن الحسن عن عكرمة، لا أعلم رواه عنه إلا سعير بن الخمس، وهو كوفي، عزيز الحديث، يجمع حديثه».
• ولعبد الله بن حسن فيه إسناد آخر:
يرويه يعقوب بن إبراهيم بن سعد [ثقة]، وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو [ثقة]:
قالا: حدثنا عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الله بن الحسن، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أريد ماله ظلماً، فقاتل دونه فقتل فهو شهيد». وفي رواية أبي عامر [عند أحمد]: «من أريد ماله بغير حق فقتل فهو شهيد».
أخرجه ابن ماجه (٢٥٨٢)، وأحمد (٢/٣٢٤/٨٢٩٨)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٢٠٩/ ٢٩٣٩). [التحفة (٩/ ٥٤٢/ ١٣٦٥٧)، المسند المصنف (٣٣/ ٦١٥/ ١٥٨٠٤)].
رواه العقيلي في الضعفاء (٣/١١) (٢/ ٤٩٨/ ٩٣٤ - ط التأصيل) مستنكراً به على عبد العزيز بن المطلب؛ بأنه لم يتابع عليه عن الأعرج؛ فواعجباً!!!:
قال العقيلي: «ومن حديثه: ما حدثناه العباس بن الفضل الأسفاطي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أبي، عن عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أريد ماله ظلماً فقتل فهو شهيد»».
قلت: وقد وقع الوهم في هذا الإسناد مرتين:
أولاً: بإسقاط عبد الله بن حسن من الإسناد بين عبد العزيز، وبين الأعرج؛ فإن اثنين من الثقات، وهما: يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبو عامر العقدي، قد روياه عن عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الله بن الحسن، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً.
ثانياً: زيادة: «حدثني أبي»، أظنها مقحمة في الإسناد؛ فقد روى هذا الحديث ابن أبي خيثمة (٣٨٧٤) بالإسناد الأول بدونها، وإسماعيل سمع عبد العزيز بغير واسطة، بل ومن رواية العباس بن الفضل الأسفاطي نفسه: [انظر: التاريخ الكبير (٦/٢١)، صحيح مسلم (١٦٥٠)، مستخرج أبي عوانة (١٣/ ٥٣/ ٦٣٨٢)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٩٣)، معجم ابن الأعرابي (١٨٣٨)، وكذلك ورد في الأسانيد سماع إسماعيل من عبد العزيز].
وإسماعيل بن أبي أويس: ليس به بأس، له غرائب لا يتابع عليها؛ ولا أدري ممن وقع الوهم في إسناد هذا الحديث، لكن من الإجحاف إلصاق التبعة بعبد العزيز بن المطلب، وهو منها برئ، حيث رواه عنه اثنان من الثقات بخلاف هذا الإسناد الغلط.
وعليه فإن دعوى العقيلي بكون عبد العزيز لم يتابع عليه؛ دعوى مردودة؛ حيث اعتمد رواية مغلوطة عليه ليغلطه بها، وهو منها بريء، ثم إنه لم ينفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن حسن؛ فقد تابعه عليه الثوري، ونعم المتابع: