وهو عنك غائب، فقال رسول الله ﷺ: «من أدى زكاة ماله طيب النفس بها، يريد وجه الله والدار الآخرة، لم يغيب شيئاً من ماله، وأقام الصلاة، ثم أدى الزكاة؛ فتعدى عليه الحق، فأخذ سلاحه فقاتل فقتل، فهو شهيد»، وفي رواية البخاري: «فتُعدي عليه في الحق بأخذ ماله، فقاتل فقتل، فهو شهيد».
ولفظ عبد الله بن جعفر [عند ابن حبان]: «من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه، يريد بها وجه الله والدار الآخرة، ثم لم يغيب منها شيئاً، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، فتعدى عليه الحق، فأخذ سلاحه فقاتل فقتل، فهو شهيد».
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ١٦٦)، وابن خزيمة في الزكاة من الصحيح (٤/ ٥٢/ ٢٣٣٦)، وفي التوحيد (١/٤٣)، وابن حبان (٧/ ٤٦٦/ ٣١٩٣)، والحاكم (١/ ٤٠٤) (٢/ ٢٧٤/ ١٤٨٦ - ط الميمان) (٢/ ٤٢٦/ ١٤٨٤ - ط المنهاج القويم)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٨٧/ ٦٣٢)، والبيهقي (٤/ ١٣٧)، وعلقه أبو بكر الأثرم في الناسخ والمنسوخ (٢٥٥)، وابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ٢١٥). [الإتحاف (١٨/ ١٥١/ ٢٣٤٧٦)، المسند المصنف (٤٠/ ٣٣٦/ ١٩٢٨٠)].
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
قلت: القاسم بن عوف الشيباني: لم يخرج له البخاري شيئاً، وإنما أخرج له مسلم حديث صلاة الأوابين، وهو: لا بأس به، ممن يحتمل حديثه إذا لم يختلف عليه، ويضطرب فيه [راجع تفصيل الكلام عليه في فضل الرحيم الودود (١٤/ ٣١٠/ ١٢٨٩)].
وعليه: فهو حديث حسن غريب، صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
• خالفهم؛ حين اختصره فوهم في متنه:
أبو خيثمة مصعب بن سعيد: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن علي بن حسين، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «من قتل دون ماله فهو شهيد».
أخرجه تمام في الفوائد (١٤٢٤)، بإسناد صحيح إلى أبي خيثمة. ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥/ ١٠١).
قلت: أبو خيثمة مصعب بن سعيد المصيصي: قال ابن عدي: «يحدث عن الثقات بالمناكير، ويصحف عليهم»، وقال: «والضعف على حديثه بين»، ومشاه غيره [انظر: اللسان (٨/ ٧٥)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٠٩)، الثقات (٩/ ١٧٥)، الكامل (٦/ ٣٦٤)].
فهو حديث منكر بهذا اللفظ.
• وأما إعلال حديث أم سلمة هذا بالحديث الذي رواه:
قتادة [وعنه: هشام الدستوائي، وهمام بن يحيى]، وهشام بن حسان، والمعلى بن زياد:
عن الحسن، عن ضبة بن محصن، عن أم سلمة، أن رسول الله ﷺ قال: «ستكون