عن الحسن، قال: قال رسول الله ﷺ: «المعتدي في الصدقة كمانعها». لفظ يونس. أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٠٨٣)، وابن زنجويه في الأموال (١٥٥٢)
ومراسيل الحسن من أضعف المراسيل؛ لأنه كان يأخذ عن كل أحد.
ولم يتابع سنان بن سعد أحد ممن روى عن أنس على كثرتهم، لا من المكثرين منهم ولا من المقلين، لا من الثقات منهم، ولا من الضعفاء والمتروكين.
فهو حديث ضعيف.
الله وقد روي من حديث أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وجرير بن عبد الله البجلي، ولا يثبت من ذلك شيء:
١ - أما حديث أبي هريرة:
فرواه إسحاق بن راهويه: أنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة: ثنا عطاء الخراساني، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، قال:«المعتدي في الصدقة كمانعها».
أخرجه إسحاق بن راهويه (١/ ٣٨٤ / ٤٠٧ - ط التأصيل)، ومن طريقه: الطبراني في مسند الشاميين (٣/ ٢٣٦٦/ ٣١١).
ولا يتابع عليه عن عطاء، فإن كلثوم هذا: قال أبو حاتم: «كان جنديا بخراسان، لا يصح حديثه»، وقال أيضا:«يتكلمون فيه»، وقال ابن عدي:«يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل وعن غيره بما لا يتابع عليه»، ثم ساق له عدة أحاديث بهذا الإسناد، ثم قال:«وهذه الأحاديث وإن كانت مراسيل؛ فليس يحدث بها عن عطاء الخراساني غير كلثوم هذا»، ويعني بقوله: مراسيل؛ أن عطاء الخراساني لم يسمع من أبي هريرة، وقال ابن حبان:«يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني» [الجرح والتعديل (٧/ ١٦٤)، الثقات (٩/٢٨)، الكامل (٦/ ٧٢)، اللسان (٦/ ٤٢٣)، الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ٨٣)]، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني: صدوق، يهم كثيرا، يرسل ويدلس، ولم يسمع من أبي هريرة [انظر: المراسيل (١٥٦)، جامع التحصيل (٢٣٨)، تحفة التحصيل (٢٢٩)، التهذيب (٣/١٠)]؛ فهو إسناد ضعيف جدا.
وقد تقدم معنا أحاديث بهذا الإسناد، انظر: فضل الرحيم الودود (٧/٣٨٨/٦٧٢) و (٩/ ٣٩٦/ ٨٥٥) و (٩/٤٦٤/٨٦٦)، وما تحت الحديث رقم (١٣٢٥ و ١٣٧٢).
٢ - وأما حديث جابر:
فرواه محمد بن عبادة [الواسطي: ثقة، من شيوخ البخاري]، قال: حدثنا يعقوب [هو: ابن محمد الزهري]: حدثتنا كرامة بنت حسين، عن أبيها، عن أبي عياش [الزرقي: يحتمل أن يكون الأنصاري الصحابي، ويحتمل أن يكون التابعي، زيد بن عياش المدني، وهو: صدوق]، عن جابر بن عبد الله، قال: قال النبي ﷺ: «المعتدي في الصدقة كمانعها».