«ضعفوه». المغني (١/ ٢٥٤) وقال: «ضعفوه ولم يترك». الكاشف (١/ ٣٥٢) وقال: «ليس بحجة، وعن ابن معين: ثقة». التقريب (٣٦٩) وقال: «صدوق له أفراد»؛ فلم يصب].
وأما قول ابن عدي في الكامل (٥/ ٤٤٢ - ط الرشد): «ولسعد غير ما ذكرت من الحديث عن أنس، والليث يروي عن يزيد بن أبي حبيب فيقول: عن سعد بن سنان، وعمرو بن الحارث وابن لهيعة يرويان عن ابن أبي حبيب فيقولان: عن سنان بن سعد عن أنس.
وهذه الأحاديث ومتونها وأسانيدها والاختلاف فيها يحمل بعضها بعضاً، وليس هذه الأحاديث مما يجب أن تترك أصلاً، كما ذكره ابن حنبل؛ أنه ترك هذه الأحاديث للاختلاف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد؛ لأن في الأحاديث وفي أسانيدها ما هو أكثر اضطراباً مما في هذه الأسانيد، ولم يتركه أحد أصلاً، بل أدخلوه في مسندهم وتصانيفهم».
قلت: قد جرحه النسائي وابن سعد والجوزجاني جرحاً شديداً، ولم يخرج له النسائي شيئاً، وهذا نوع من الجرح المفسر لإعراضه عن إخراج حديثه ولو في الشواهد، وكان شرط النسائي في سننه شديداً في الرجال، فإن قيل: كان النسائي معروفاً بالتشدد في الرجال، فيقال: قد قدح فيه أحد أئمة النقاد المعروفين بالاعتدال في الجرح، فقد قال فيه أحمد:«روى خمسة عشر حديثاً منكرة كلها، ما أعرف منها واحداً»، وهذا جرح مفسر، وهو مقدم على التعديل المجمل، إذ انفراده دون الثقات بأحاديث منكرة لم يتابع عليها يدل على قلة ضبطه، كما أن أحمد لم يخرج له شيئاً في المسند، مع كونه خرج لجماعة من الضعفاء الذين يحتمل حديثهم في الشواهد والمتابعات، وأخرج له الترمذي أربعة أحاديث مما له شواهد (٦٤٦ و ٩٨٧ و ٢١٩٧ و ٢٣٩٦)، لكنه استغربها كلها عدا الأخير زاد فيه وصف الحسن، فلم يصحح أو يحسن له حديثاً واحداً، وأخرج له ابن خزيمة في موضعين (٢٣٣٥ و ٢٤٣٠) فقط، وأخرج له أبو عوانة حديثاً واحداً له شواهد (٦٣٩)، والحاصل: فإن سنان بن سعد هذا قد روى عن أنس أحاديث بعضها معروف، مروي عن أنس وغيره من وجوه أخرى صحيحة، كما انفرد أيضاً عن أنس بأحاديث لم يتابع عليها، واختلف النقاد فيه، وبعضهم أخرج له في مصنفاته، وامتنع بعضهم من إخراج حديثه، مثل: أحمد، والنسائي، وابن حبان، فضلاً عن عدم استشهاد الشيخين بشيء من حديثه، ولو على سبيل التعليق الممرض؛ فمثله لا يحتج بحديثه إذا انفرد، ولم أجد لحديثه هذا متابع، أو شاهد معتبر.
بل وجدت في هذا الحديث ما يصدق قول أحمد:«يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه أحاديث أنس»، حيث ثبت عن الحسن البصري أنه رواه مرسلاً:
• فقد روى يونس بن عبيد [وعنه: إسماعيل بن علية]، وقرة بن خالد [السدوسي البصري، وعنه: أبو نعيم الفضل بن دكين][وهم جميعاً: ثقات أثبات]: