أخرجه أبو عُبَيد القاسم بن سلام في الأموال (١٠٨٤)، وابن زنجويه في الأموال (٢٢٣٨) [وقع سقط أو تحريف في سنده].
• وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة، وهو صالح في المتابعات.
• ويبدو أن ابن لهيعة رواه مرة فقلب إسناده، وجعل كريباً مكان أبي معبد: أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٦٠٧/ ٦٣٤) [قال أبو حاتم: «إنما هو: يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ؛ كذا رواه زكريا بن إسحاق»].
• وانظر فيمن وهم في إسناده وقصر به فأرسله، ولم يذكر فيه ابن عباس: ما أخرجه ابن زنجويه في الأموال (٢٢٤٠) [قصر به: المثنى بن الصباح، وهو: ضعيف].
كما اضطرب أيضاً فيه المثنى بن الصباح، فجعله عن طاووس مرسلاً، وذكر الحديث بطوله، وزاد فيه: الصيام [أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢١٦/ ٩٤٢٠)].
• وقد أخرج أبو داود حديث ابن عباس في هذا الموضع لأجل موضع الشاهد منه: «فإياك وكرائم أموالهم»، وفي الرواية الأخرى: «وتوق كرائم أموال الناس».
وهذا الحديث المتفق عليه شاهد صحيح لما تقدم من حديث سعر بن ديسم عن مصدقي النبي ﷺ، وحديث عمر مع الصحابي سفيان بن عبد الله الثقفي حين استعمله على الصدقة، في أخذ الجذعة والثنية، دون الماخض وشاة اللحم الأكولة والربي وفحل الغنم، وفيها كرائم أموالهم، والله أعلم.
• قال الخطابي في أعلام الحديث (١/ ٧٢٦): «في هذا الحديث من العلم: أنه رتب واجبات الشريعة، فقدم كلمة التوحيد، ثم أتبعها فرائض الصلاة لأوقاتها، وأخر ذكر الصدقة لأنها إنما تجب على قوم من الناس دون آخرين، وإنما تلزم بمضي الحول على المال واستكمال النصاب.
وفيه من الفقه: أن وجوب الصدقة يتعلق بالمال، فلو تلف المال قبل أن تخرج منه الصدقة، لم يلزم صاحب المال إخراجها من سائر ماله، ما لم يفرط في أدائها وقت الإمكان.
وفيه: أن صدقة بلد لا تنقل إلى بلد آخر، وإنما تصرف إلى فقراء أهل البلد الذي به المال، وفيه دليل على أن الطفل إذا كان غنياً وجبت في ماله الزكاة، كما إذا كان فقيراً جاز له أخذها، وفيه أنه لا يعطى غير المسلم شيئاً من الصدقة، … »، إلى آخر كلامه.
الله ومما روي في اتقاء كرائم الأموال:
١ - روى سليمان بن حرب، وعفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي [وهم ثقات أثبات]:
ثنا جرير بن حازم، قال: رأيت رجلاً في مكان أيوب عليه جبة صوف - وفي رواية: رأيت في مجلس أيوب أعرابياً عليه جبة صوف -، فلما رأى القوم يتحدثون، قال: حدثني مولاي قرة بن دعموص، قال: أتيت المدينة فإذا النبي ﷺ قاعد وأصحابه حوله، فأردت أن أدنو منه، فلم أستطع أن أدنو منه، فقلت: يا رسول الله! استغفر للغلام النميري، فقال: