للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال الآجري في سؤالاته لأبي داود (٤٣٩): «قلت لأبي داود: مسلم بن ثفنة أو شعبة؟ قال: قال وكيع: شعبة، وثفنة أصح»، قلت: هكذا انقلب على الآجري، ولم يكن الآجري بذاك، كان يهم على أبي داود، وصوابه: قال وكيع: ثفنة، وشعبة أصح.

وقال ابن حبان في الثقات (٧/ ٤٤٦): «مسلم بن شعبة، ويقال: ثفنة؛ يروي عن عمرو بن أبي سفيان، روى عنه العراقيون وأهل الحجاز»، كذا في المطبوع، وصوابه: يروي عنه عمرو بن أبي سفيان [وانظر: الجرح والتعديل (٨/ ١٨١)].

وقال الدارقطني في المؤتلف (١/ ٢٠٥): «مسلم بن ثفنة: قاله وكيع، ووهم، والصواب: مسلم بن شعبة».

وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٤٥٠/ ٣٦٧٦): «رواه وكيع عن زكريا، وقال: مسلم بن ثفنة، والصواب: ابن شعبة».

وممن رجح أيضا كونه مسلم بن شعبة: ابن ماكولا في الإكمال (١/ ٣٤٢).

والحاصل: أن أئمة النقاد قد اتفقوا على توهيم وكيع بن الجراح في إسناد هذا الحديث حيث قال فيه: مسلم بن ثفنة، وإنما هو: مسلم بن شعبة، كما قال روح بن عبادة وبشر بن السري، وهو الصواب، واتفاق أهل الحديث على شيء يكون حجة.

قال الذهبي في الميزان (٤/ ١٠١): «أخطأ فيه وكيع، وصوابه: ابن شعبة، له حديث عن سعر الدؤلي؛ لا يعرف، تفرد عنه عمرو بن أبي سفيان الحجازي».

وقد تعقب ابن حجر تجهيل الذهبي لمسلم بن شعبة، فقال في التهذيب (٤/ ٦٦): «وقال الذهبي: لا يعرف كذا قال، وحكاية أحمد عن بشر تدل على شهرته، وفي سياق حديثه عند أحمد وغيره؛ أنه كان عريف قومه، ولفضله استعمله ابن علقمة على عرافة قومه ليصدقهم، فبعثني أبي لآتيه بصدقاتهم».

قلت: قول بشر بن السري: «لا إله إلا الله! هو ذا ولده ها هنا»، يتعجب، كيف يخطئ في نسبه وكيع، وهو ذو نسب، وعقبه بمكة، وبشر هو راوي هذا الحديث، وهو ممن سكن مكة، وروايته هذا الحديث عن أهل مكة، ولا يمنع أن يكون قد سأل ولد مسلم بن شعبة عن هذه الواقعة التي وقعت لأبيهم فاستثبت منهم، وعلم صحتها عن مسلم بن شعبة، ولذا فإن الرجل مشهور النسب، معروف لدى والي مكة حيث بعثه مصدقا، وقد جعل أباه عريفا لقومه، مما يدل على شرفه فيهم، لكن لم يكن مسلم معروفا بطلب الحديث، وإنما وقعت له هذه الواقعة حين بعثه نافع بن علقمة والي مكة مصدقا، فحدث بها، ومثل هذا تحتمل فيه الجهالة، لا سيما ولم يرو منكرا، وقد توبع على هذه القصة، التي تحملها عمرو بن أبي سفيان من وجهين عن سعر الدؤلي.

قلت: ونافع بن علقمة بن صفوان بن أمية الكناني، هو: خال مروان بن الحكم، استعمله عبد الملك بن مروان على مكة، ومات بها، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، فقال: «نافع بن علقمة بن صفوان بن أمية: يروي عن جماعة من الصحابة، روى عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>