قلت: جزم هشيم وعباد أشبه بالصواب من شك أبي عوانة، وعليه: فهو إسناد متصل سمع بعضهم من بعض، وقد شهد سويد بن غفلة لشيخه بالصحبة، لوصفه إياه بأنه مُصَدِّق النبي ﷺ، والله أعلم.
وميسرة أبو صالح: تابعي، من الطبقة الثالثة، روى عن علي بن أبي طالب، وسويد بن غفلة، وروى عنه: جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يحيى بن معين:«أبو صالح ميسرة كوفي، يحدث عنه: هلال بن خباب، وعطاء بن السائب» [سؤالات ابن محرز (٢/ ١٠٠/ ٢٦٨)، التاريخ الكبير (٧/ ٣٧٤)، كنى البخاري (٩٠٠)، التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٢٤٦٠ - السفر الثالث/ ٢/ ٢٠٧)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٥٢)، الثقات (٥/ ٤٢٦)، فتح الباب (٣٨٧٥)، تاريخ بغداد (١٥/ ٢٩٦ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٢/ ١٠١٢ و ١١٧٩)]، فهو حسن الحديث إذا لم يخالف.
وأما هلال بن خباب أبو العلاء العبدي: فهو ثقة، والعمل على توثيقه والاحتجاج بحديثه؛ إلا ما ظهر لنا فيه وهمه [راجع: ترجمته مفصلة في الحديث السابق برقم (١٤٤٣)]، قال ابن حزم في المحلى: وما نعلم أحداً عاب هلال بن خباب، إلا أن يحيى بن سعيد القطان قال: لقيته وقد تغير، وهذا ليس جرحة؛ لأن هشيماً أسن من يحيى بنحو عشرين سنة، فكان لقاء هشيم لهلال قبل تغيره بلا شك».
وعليه: فهذا إسناد حسن؛ لا بأس به، والله أعلم.
* * *
١٥٨٠ - قال أبو داود حدثنا محمد بن الصباح البزاز: حدثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة، قال: أتانا مُصَدِّق النبي ﷺ، فأخذت بيده، وقرأت في عهده:«لا يُجمَعُ بين مُفتَرِقٍ، ولا يُفرَّقُ بين مجتمع، خشية الصدقة»، ولم يذكر:«راضِع لبن».
حديث صحيح
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي في السنن (٤/ ١٠٦)، وفي الخلافيات (٤/ ٣٠٩/ ٣١٩٨). [التحفة (١٠/ ٥٦٧/ ١٥٥٩٣)، المسند المصنف (٣٥/ ١٢٨/ ١٦٧٩٧)].
• ورواه أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعلي بن الجعد، والأسود بن عامر، ويحيى بن آدم [وهم ثقات، أكثرهم حفاظ]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [صدوق حافظ؛ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث]:
عن شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة، قال أتى مصدقُ النبي ﷺ فأخذت بيده، وأخذ بيدي، فقرأت في عهده أن: «لا يجمع بين