يستغني بشهرته عن الإسناد، وقد ذهب إلى إثبات ذلك جمع من الأئمة: الزهري، ومالك، والشافعي، وأحمد، وابن معين، وإسحاق بن راهويه، ويعقوب بن سفيان، وابن عبد البر، وغيرهم، وقد تلقاه جمهور العلماء بالقبول؛ فوجب العمل به، والله أعلم.
وقد أعرضت عن كثير مما في الباب من مراسيل أو مقاطيع، لعدم الاحتجاج بشيء منها، أو لمخالفة بعضها للأحاديث الثابتة، أو لكونها لا تعضد الثابت، أو للاستغناء عنها بمرفوع أو موقوف.
* * *
١٥٧٩ - قال أبو داود: حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن ميسرة أبي صالح، عن سويد بن غفلة، قال: سرتُ - أو قال: أخبرني من سار - مع مُصَدِّق النبي ﷺ، فإذا في عهد رسول الله ﷺ:«أن لا تأخذ من راضع لبن، ولا تجمع بين مُفْتَرِق، ولا تُفَرِّق بين مُجْتَمِع».
وكان إنما يأتي المياه حين تَرِدُ الغنمُ، فيقول: أدُّوا صدقات أموالكم، قال: فعمد رجل منهم إلى ناقة كوماء - قال: قلت: يا أبا صالح ما الكوماء؟ قال: عظيمة السنام -، قال: فأبى أن يقبلها، قال: إني أحبُّ أن تأخذ خير إبلي، قال: فأبى أن يقبلها، قال: فخَطَمَ له أخرى دونها، فأبى أن يقبلها، ثم خَطَمَ له أخرى دونها فقبلها، وقال: إني آخذها وأخاف أن يجد عليَّ رسولُ الله ﷺ، يقول لي: عَمَدْتَ إلى رجل فتخيرت عليه إبله.
قال أبو داود: ورواه هشيم، عن هلال بن خباب، نحوه، إلا أنه قال: لا يُفَرَّق.
حديث صحيح
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي في السنن (٤/ ١٠١)، وفي الخلافيات (٤/ ٣٠٨/ ٣١٩٧). [التحفة (١٠/ ٥٦٧/ ١٥٥٩٣)، المسند المصنف (٣٥/ ١٢٨/ ١٦٧٩٧)].
وأخرجه من طريق أبي عوانة: الطبراني في الكبير (٧/ ٩١/ ٦٤٧٣)، وابن منده في معرفة الصحابة (٢/ ٧٩٧).
رواه عن أبي عوانة: مسدد بن مسرهد، وقتيبة بن سعيد [وهم ثقات أثبات].
هكذا شك أبو عوانة: هل سمع سويد بن غفلة مصدّق النبي ﷺ، أم بينهما واسطة مبهمة؟ لكن قد رواه اثنان من الثقات جزماً بغير شك بسماع مصدق النبي ﷺ بغير واسطة.
• رواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، عن هلال بن خباب، عن ميسرة أبي صالح، عن سويد بن غفلة وفي رواية: حدثنا سويد بن غفلة، قال: أتانا مصدق النبي ﷺ، فأتيته