للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• وأما الثالث: فقد صح من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: «ليس فيما دون خمسة أواق صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود صدقة» [أخرجه البخاري (١٤٠٥ و ١٤٤٧)، ومسلم (٩٧٩)، وتقدم برقم (١٥٥٨)].

• وحاصل الكلام في كتاب عمرو بن حزم؛ بعد اجتماع دلائل ثبوته:

أنه كتاب صحيح؛ ثبت أن رسول الله كتبه لعمرو بن حزم، وقد شهد بذلك:

١ - عمل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بهذا الكتاب، وتركه رأيه وقياسه، مع عدم إنكار أحد من الصحابة؛ مما صيره إجماعاً.

٢ - التماس الخليفة عمر بن عبد العزيز لكتاب الصدقات بالمدينة، ونسخه لكتاب عمرو بن حزم مع كتاب عمر بن الخطاب، وفي هذا شهادة منه بصحة الكتاب، وثبوت نسبته إلى النبي .

٣ - الزهري، فقد قال في رواية يونس بن يزيد عنه: قرأت كتاب رسول الله الذي كتب لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم، فقدم وقوفه على الكتاب وقراءته إياه، وإثبات نسبته إلى رسول الله ، قبل أن يذكر ثبته فيه، وأنه أخذه من أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، لذا قال في رواية شعيب: قرأت عند أبي بكر بن عمرو كتاباً، وأيد ذلك رواية سعيد بن عبد العزيز عنه، حيث قال: جاءني أبو بكر بن حزم بكتاب في رقعة من أدم.

٤ - مالك، حيث قال: «الأمر عندنا في الجراح على ما في الكتاب الذي كتبه رسول الله لعمرو بن حزم، حين بعثه إلى نجران، وقال في الموطأ عما دون الموضحة من الشجاج: وذلك أن رسول الله انتهى إلى الموضحة في كتابه لعمرو بن حزم».

٥ - الشافعي، حيث قال في الرسالة: «ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم، حتى ثبت لهم أنه كتاب رسول الله .

٦ - أحمد بن حنبل، حيث قال: «لا شك أن النبي كتبه له».

٧ - يحيى بن معين، حيث قال عباس الدوري: سمعت يحيى يقول: حديث عمرو بن حزم؛ أن النبي كتب لهم كتاباً، فقال له رجل: هذا مسند؟ قال: لا، ولكنه صالح».

٨ - وقال يعقوب بن سفيان: «لا أعلم في جميع الكتب كتاباً أصح من كتاب عمرو بن حزم، كان أصحاب النبي والتابعون يرجعون إليه، ويدعون آراءهم».

كل ذلك مما يقطع الشك باليقين بثبوت هذا الكتاب، وأن النبي قد كتبه لعمرو بن حزم، وهذا يوجب العمل به، واعتقاد ثبوته وصحته عن النبي ، وإن لم يكن مسنداً، فهو: حديث غير مسند، وكتاب غير مسموع؛ لكنه صحيح، والله أعلم.

وقد قلت في ثنايا البحث: كتاب عمرو بن حزم كتاب صحيح مشهور مستفيض، عمل به عمر بن الخطاب، من غير نكير من الصحابة، وشهد لثبوته التماس الخليفة عمر بن عبد العزيز له بالمدينة، وثبت عند الأئمة نسبته إلى النبي ، وأنه من أصح الكتب، وأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>