شيء حتى يكون مئتا درهم، فإذا كان ذلك مئتي درهم فحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم، وليس عليك شيء حتى يكون لك عشرون ديناراً، فإذا كانت ذلك فحال عليها الحول ففيها نصف دينار، فما زاد فبحساب ذلك».
قال: لا أدري أعلي قال: فبحساب ذلك، أو رفعه؟ لفظ يونس.
زاد بحر بن نصر وسحنون في آخره إلا أن جريراً قال في الحديث: عن النبي ﷺ:
«وليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول».
أخرجه ابن وهب في الجامع (١٨٧)، ومن طريقه: سحنون في المدونة (١/ ٣٠٤)، وأبو طاهر المخلص في سبعة مجالس من أماليه (٨٧) (٣١٨١ - المخلصيات)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٣٨)، وفي الخلافيات (٤/ ٣٦٧/ ٣٣٠٩).
وأخرجه من طريق بحر بن نصر عن ابن وهب بالإبهام: البيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٩٥) (٨/٧٣٤٩/٤٩ - ط هجر)، وفي الصغرى (١١٩٨)، وفي المعرفة (٦/ ١٣٦ و ١٣٧/ ٨٢٧٤ و ٨٢٧٥).
وفيه: قرئ على ابن وهب: أخبرك جرير بن حازم، وسمى آخر، عن أبي إسحاق، … فذكر الحديث، وأسقط منه ذكر رجلين، وليس رجلاً واحداً: الحارث بن نبهان، والحسن بن عمارة، وهو على الصواب في الجامع من رواية بحر بن نصر.
وقد عاد البيهقي في الموضع الثاني (٤/ ١٣٨) وضبط إسناده عن بحر بن نصر، وأتى به على وجهه كما في كتاب ابن وهب، كما ضبطه في الخلافيات أيضاً.
والسبب في الإبهام الواقع في رواية بحر بن نصر عند البيهقي: أن البيهقي قرن مرة إسناد بحر بن نصر بإسناد سليمان بن داود المهري من طريق أبي داود عنه، ثم إنه اختصره بعد ذلك، فحمل إسناد بحر على إسناد أبي داود الذي وقع فيه الإبهام والسقط، والله أعلم.
• قلت: هذا الحديث إنما يرويه عبد الله بن وهب، عن جرير بن حازم، والحارث بن نبهان، عن الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق به. هكذا رواه عنه ثلاثة من ثقات أصحابه المكثرين عنه: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، وسحنون بن سعيد.
فمن قال فيه: عن جرير بن حازم وسمى آخر، عن أبي إسحاق؛ فقد أسقط من إسناده رجلين، وجود الإسناد، أحدهما: الحارث بن نبهان، وهو قرين جرير بن حازم في الإسناد، وشيخ لابن وهب، والآخر: الحسن بن عمارة، وهو شيخ جرير بن حازم والحارث بن نبهان في هذا الحديث، وهو الراوي عن أبي إسحاق السبيعي.
والحسن بن عمارة: متروك، والحارث بن نبهان: متروك، منكر الحديث [التهذيب (١/ ٣٣٨)، الميزان (١/ ٤٤٤)]، وهما ليسا من شرط أبي داود، فإنه لم يخرج لهما في كتبه؛ ولهذا فإنني لا أستبعد أن يكون أبو داود هو الذي أسقطهما من الإسناد، بالإبهام حين قال: وسمى آخر؛ يعني: أن سليمان بن داود المهري سمى مع جرير رجلاً آخر استنكف أبو داود أن يذكره في كتابه؛ إلا أنه ترتب على ذلك إسقاط شيخهما في الإسناد