وروى الليث بن سعد الحديث عن يحيى بن سعيد في الخليطين، مثل رواية ابن لهيعة؛ غير أن الليث جعله من قول يحيى بن سعيد».
قلت: رواه الليث بن سعد وعنه: عبد الله بن وهب، وعيسى بن حماد، وحماد بن زيد [وعنه: جماعة من الحفاظ، منهم: عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، وسليمان بن حرب، وعفان بن مسلم، ويحيى بن آدم]، وسليمان بن بلال [وهم جميعاً ثقات]:
عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني السائب بن يزيد، قال: صحبت سعد بن مالك من المدينة إلى مكة؛ فلم أسمعه يحدث عن النبي ﷺ بحديث واحد حتى رجع [قال الليث، وسليمان بن بلال: إلا حديثاً واحداً].
أخرجه ابن ماجه (٢٩)، والدارمي (٣٠٠ - ط البشائر)، والحاكم (٣/ ٤٩٧) (٧/ ٦٢٣٠ / ٤٤٩ - ط الميمان) (٧/ ٣٦٤/ ٦٢٥٧ - ط المنهاج القويم)، وعبد الله بن المبارك في مسنده (٢٣٠)، وابن أبي شيبة (٥/ ٢٩٤/ ٢٦٢٢٦)، والدورقي في مسند سعد (١٣٤)، والبلاذري في أنساب الأشراف (١٠/١٥)، وجعفر الفريابي في فوائده (٢٦)، والعقيلي في الضعفاء (٢٩٣٢)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (٥٥٧)، والخطيب في الفصل (١/ ٣٧١)، وفي تاريخ بغداد (٤/ ٤٨٣ - ط الغرب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٠/ ٣٦١ و ٣٦٢). [التحفة (٣/ ٢٤٣/ ٣٨٥٥)، الإتحاف (٥/ ١٥٨/ ٥١١٤)].
زاد ابن المبارك عن حماد بن زيد في آخره: وقال حماد: يعظم الحديث عن النبي ﷺ، ونحن بيننا وبين النبي ﷺ كذا وكذا، ونحن نضيع.
• ورواه أيضاً: حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، عن [وفي رواية: سمعت] السائب بن يزيد، قال: صحبت طلحة بن عبيد الله، وسعداً، والمقداد بن الأسود، وعبد الرحمن بن عوف ﵃، فما سمعت أحداً منهم يحدث عن رسول الله ﷺ؛ إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد.
أخرجه البخاري (٢٨٢٤ و ٤٠٦٢)، والبزار (٣/ ١٥١/ ٩٣٥)، والهيثم بن كليب
الشاشي في مسنده (١) و (٢)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٤١/ ٥٧١). [التحفة (٤/ ٧٢/ ٤٩٩٨)].
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن السائب إلا محمد بن يوسف، ومحمد بن يوسف هذا هو ابن أخت السائب بن يزيد».
قلت: هو محمد بن يوسف بن عبد الله الكندي المدني الأعرج، وهو ثقة ثبت.
ويبدو أن أبا حاتم لم يقف على كلام ابن أبي مريم في شأن هذا الحديث، ولا على رواية الليث له مقطوعاً من كلام يحيى بن سعيد، لكنه اتفق معهم على بطلان هذا الحديث.
فقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، فقال في العلل (٢/ ٦٠٩/ ٦٣٥):