للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يقول: حديث الصدقات؛ حديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي ؛ قال يحيى بن معين: هذا حديث مرسل؛ إنما يرويه يونس وغيره عن رجل من ولد عبد الله بن عمر، ليس هو سالماً، إنما رواه مرسلاً».

وقال ابن عدي في الكامل (٤/ ٤٧٥): «سمعت أبا يعلى يقول: قيل ليحيى بن معين - يعني: وهو حاضر -: فحديث سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم عن أبيه في الصدقات؟ فقال: وهذا لم يتابع سفيان عليه أحد، ليس يصح؛ رواه عن سفيان بن حسين عباد بن العوام وغيره».

قلت: قد رواه الثقات الأثبات عن يونس بن يزيد، عن الزهري؛ أنه قرأه على سالم بن عبد الله، وزاد بعضهم: عبد الله بن عبد الله بن عمر.

ثم إن سفيان بن حسين لم ينفرد به عن الزهري، تابعه: سليمان بن كثير.

قال ابن عدي: «وقد وافق سفيان بن حسين على هذه الرواية عن سالم عن أبيه؛ حديث الصدقات: سليمان بن كثير أخو محمد بن كثير، … ، وقد رواه عن الزهري عن سالم عن أبيه جماعة فأوقفوه، وسفيان بن حسين وسليمان بن كثير رفعاه إلى النبي ».

• وقال الدارقطني في العلل (١٢/ ٢٩١/ ٢٧٢٣): «يرويه الزهري، واختلف عنه؛ رواه سفيان بن حسين، وسليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي .

واختلف عن سليمان بن كثير؛ فرواه عبد الرحمن بن مهدي، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي .

وغيره يرويه عن سليمان بن كثير موقوفاً.

وحدث به يونس، عن الزهري، قال: أقرأني سالم بن عبد الله كتاب عمر في الصدقات … ، وساق الحديث بطوله.

وقول يونس أشبه بالصواب، والله أعلم».

قلت: لسنا هنا في معرض الترجيح بين أصحاب الزهري، وإلا فإن معمر بن راشد - وهو أثبت في الزهري من يونس - قد رواه عن الزهري قوله، لم يذكر سالماً ولا ابن عمر، ثم هذا مالك بن أنس، وهو المقدم في الزهري، روى كتاب عمر بغير إسناد، وهو من رواية شيخه الزهري، واكتفى بوقوفه عليه وقراءته إياه دون أن يسنده إلى أحد، فلم يذكر الزهري ولا من فوقه، فكان ينبغي ذكر معمر ومالك في معرض اختلاف أصحاب الزهري عليه.

لكن الشأن هنا كما سبق بيانه إنما هو في الاحتجاج بكتاب قد اشتهر، وانتشر ذكره بين أهل العلم وغيرهم، وطلبه الخلفاء وانتسخوه من آل عمر لأجل إلزام عمال الصدقات به، فقامت شهرته، وعلم القاصي به والداني، وإجماع الصحابة في عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر: مقام الإسناد، حتى إن الأئمة في روايتهم له يقدمون رؤيتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>