وقال الدارقطني في السنن: «إسناد صحيح، وكلهم ثقات».
وقال في العلل (١/٢٣١/٣٣): «والصحيح: حديث ثمامة عن أنس».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه هكذا، إنما تفرد بإخراجه البخاري من وجه علا فيه عن الأنصاري عن ثمامة بن عبد الله، وحديث حماد بن سلمة: أصح وأشفى، وأتم من حديث الأنصاري».
وقال البيهقي: «وقد روينا الحديث من حديث ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس من أوجه صحيحة.
ورويناه عن سالم ونافع موصولاً ومرسلاً.
ومن حديث عمرو بن حزم موصولاً.
وجميع ذلك يشد بعضه بعضاً، وبالله التوفيق».
ب - وروى عمرو بن عاصم الكلابي، قال: نا عمران القطان، قال: نا معمر، عن الزهري، عن أنس، أن النبي ﷺ … فذكر الحديث.
أخرجه البزار (١/١٠٤/٤٢).
قلت: وهذا وهم، إنما يرويه عبد الرزاق بن همام، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى [وهما ثقتان من أصحاب معمر المكثرين عنه]:
عن معمر بن راشد عن الزهري في صدقة الغنم: «في كل أربعين شاة شاة، … »، فذكر الحديث في صدقة الغنم والإبل، وآخره: «فإن زادت ففي كل خمسين حقة، وفي كل أربعين بنت لبون، وتحسب صغارها وكبارها».
أخرجه عبد الرزاق (٤/٣/٦٧٩٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٦٦/ ٩٩٦٩) و (٢/ ٣٦٧/ ٩٩٧٤). [المسند المصنف (١٤/ ٤٤٨/ ٧٠٤٨)].
هكذا رواه معمر عن الزهري مقطوعاً عليه قوله، وهو الصواب من حديث معمر.
والوهم فيه عندي إما من عمران بن داور القطان، وهو بصري، صدوق، كثير المخالفة والوهم، ولم يكن من أصحاب معمر [التهذيب (٣/ ٣١٨)، والميزان (٣/ ٢٣٦)].
أو من عمرو بن عاصم الكلابي، وهو: صدوق، ليس بذاك الحافظ الذي يعتمد على حفظه، وتقع الأوهام والمناكير في حديثه [راجع: ما تقدم في فضل الرحيم الودود (٥/ ٩٧/ ٤١٢) و (٦/ ٤٣٠/ ٥٧٠)].
ج - وروى حاتم بن عبيد الله النمري: ثنا سلام أبو المنذر [سلام بن سليمان أبو المنذر القارئ: بصري، ليس به بأس]: حدثنا داود بن أبي هند بصري، ثقة متقن، لم يسمع من أنس، عن أنس بن مالك، أن رسول الله ﷺ كتب إلى عماله في سنة الصدقات: «في أربعين شاة شاة إلى عشرين ومائة، فإن زادت واحدة ففيها شاتان إلى مائتين، فإذا زادت واحدة ففيها ثلاث شياه إلى ثلاثمائة، فإذا كثرت الغنم ففي كل مائة شاة شاة».
وكتب في صدقة البقر: «في كل ثلاثين بقرة جذعة، وفي أربعين بقرة مسنة».