للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

واحتجاجه بهذه السلسلة من دلائل استقامة الأحاديث المروية بهذا السند، إلا ما كان منها معلولاً، أو كان الإسناد إليها لا يصح، وقد جرى البخاري فيها على عادته في انتقاء حديث الشيوخ ممن تكلم فيهم، أو كانت لهم بعض الأوهام، كما أن أئمة النقاد لم يضعفوه مطلقا، فمنهم من قال: صالح، ومنهم من لينه، ومنهم من وثقه، قال ابن حجر في هدي الساري (٤٣٦) بعد أن ذكر أقوال الأئمة فيه: «لم أر البخاري احتج به إلا من روايته عن عمه ثمامة، فعنده عنه أحاديث».

وأخرج له من روايته عن ثابت عن أنس حديثاً توبع فيه عنده، وهو في فضائل القرآن. وأخرج له أيضاً في اللباس: «عن مسلم بن إبراهيم عنه، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، في النهي عن القزع بمتابعة نافع وغيره، عن ابن عمر».

• قلت: قد احتج البخاري بهذا الإسناد، وأخرج به أحاديث [انظر: صحيح البخاري (٩٤) وأطرافه، و (١٠١٠ و ٣٧١٠) و (١٤٤٨) وأطرافه، و (٧١٥٥) و (٦٢٨١)].

• فإن قيل: فإن حديث ثمامة عن أنس هذا قد ضعفه ابن معين، وقال ابن عدي: «سمعت أحمد بن علي بن المثنى، يقول: قيل ليحيى بن معين، وهو حاضر: فحديث ثمامة عن أنس، قال: وجدت كتاباً في الصدقات»؟ قال: لا يصح، وليس بشيء، ولا يصح في هذا حديث في الصدقات [الكامل (٢/ ٣٢١)].

وقال الدارقطني في التتبع (١١٠): «أخرج البخاري عن الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس؛ حديث الصدقات.

وهذا لم يسمعه ثمامة من أنس، ولا سمعه عبد الله بن المثنى من عمه ثمامة.

قال علي بن المديني: حدثني عبد الصمد: حدثني عبد الله بن المثنى، قال: دفع إلي ثمامة هذا الكتاب.

قال: وحدثنا عفان: حدثنا حماد قال: أخذت من ثمامة كتاباً عن أنس، نحو هذا.

وكذلك قال حماد بن زيد، عن أيوب؛ أعطاني ثمامة كتاباً، فذكر هذا».

ثم قال (١١١): «وأخرج أيضاً بهذا الإسناد: كان نقش الخاتم ثلاثة أسطر، والقول فيه مثل القول في الأول».

قلت: أما دعوى الدارقطني على انقطاع الحديث فهي مردودة برواية من أثبت فيه السماع، إذ المثبت مقدم على النافي، ولا تعارض بين المناولة، وبين السماع، لاحتمال وقوعهما في آن واحد أو في زمنين مختلفين، ثم إن ثمامة أخبر بهذا مرة، وبهذا مرة، ولو كان الحديث معلولاً عند ابن المديني لكان أولى الناس بالعمل بقوله هو تلميذه النجيب؛ البخاري، ولكنه قد أخرج الحديث في صحيحه بإسناد مسلسل بالسماع، محتجاً به في أبواب الزكاة وغيرها، ثم إن قول الدارقطني واعتراضه هذا معارض بقوله في السنن: «إسناد صحيح، وكلهم ثقات»؛ بل إنه قد تراجع عن تتبعه ذلك؛ حيث قال في العلل (١/٢٣١/٣٣) بعد أن سرد الاختلاف في الحديث: «والصحيح: حديث ثمامة عن أنس»؛

<<  <  ج: ص:  >  >>