الحديث كذبه ابن معين، ورماه بالوضع: صالح جزرة، وابن حبان، وابن عدي، وقال بعد أن ذكر له جملة من أحاديثه عن الليث بن سعد والثوري وابن أبي ذئب ومالك بن مغول وإسرائيل وشعبة وغيرهم: «وخالد بن عمرو هذا له غير ما ذكرت من الحديث عمن يحدث عنهم، وكلها أو عامتها موضوعة، وهو بين الأمر في الضعفاء» [الكامل (٣/٢٩)، وتاريخ بغداد (٨/ ١٩٩)، والميزان (١/ ٦٣٥)، والتهذيب (١/ ٥٢٨)].
• ورواه عبيد الله بن موسى كوفي ثقة، قال أبو حاتم: «عبيد الله: أثبتهم في إسرائيل». [التهذيب (٣/٢٨)، والجرح والتعديل (٥/ ٣٣٥)]، قال: أخبرنا إسرائيل، عن علي بن سليم؛ أنه سأل أنس بن مالك عن سيف كثير الفضة، أفيه زكاة؟ قال: لا. أخرجه ابن زنجويه في الأموال (١٧٨٦)، والبخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٢٧٧).
قلت: وهذا موقوف على أنس بإسناد لا بأس به، احتج به أحمد على أن لا زكاة في الحلي [مسائل عبد الله (٦١٧)]، وعلي بن سليم: سمع أنس بن مالك، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه: مسعر بن كدام، وأبو عوانة، وإسرائيل، وشريك [التاريخ الكبير (٦/ ٢٧٧)، والكنى لمسلم (١٥٥٨)، والجرح والتعديل (٦/ ١٨٨)، والثقات (٥/ ١٦٢)، والثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٢١٣)]، فمثله يحسن حديثه في مثل هذا، والله أعلم.
٥ - عن أسماء بنت أبي بكر:
رواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، وعبدة بن سليمان [ثقة ثبت]: ثنا هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر؛ أنها كانت تحلي بناتها الذهب، ولا تزكيه؛ نحواً من خمسين ألفاً.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٨٣/ ١٠١٧٨ و ١٠١٧٩) (٦/ ٢٤٩/ ١٠٤٦١ و ١٠٤٦٢ - ط الشثري)، وعبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٦١٨)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (١٨٨)، والدارقطني (٢/ ٥٠٤/ ١٩٦٩)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٣٨)، وفي المعرفة (٦/ ١٤٠/ ٨٢٨٢)، وفي الخلافيات (٤/ ٣٧٤/ ٣٣٢٤).
وهذا موقوف على أسماء بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
قلت: العمدة في هذا الباب على هذه الآثار الخمسة، ولا يثبت في الباب شيء مرفوع، لا في إثبات الحكم، ولا في نفيه.
وعليه: فهؤلاء خمسة من فقهاء الصحابة اتفقوا: أن لا زكاة في الحلي، وعليه العمل، وبه قال الجمهور.
الله من قال: يزكي عنه مرة في العمر:
روى عبدة بن سليمان [ثقة ثبت سمع من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، وهو من أثبت الناس سماعاً منه]، وعبد الله بن المبارك [ثقة حجة إمام، ممن سمع من ابن أبي عروبة في الاختلاط] [والراوي عنه: نعيم بن حماد، وهو ضعيف]، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف [صدوق]، كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة؛ إلا أنه سمع منه قبل الاختلاط