وهمام بن يحيى من أصحاب يحيى بن أبي كثير، وقد زاد في الإسناد رجلاً [برواية اثنين من الحفاظ عنه بهذه الزيادة]، لا سيما وقد صرح يحيى بن أبي كثير بسماعه من زيد بن سلام، مما يدل على أن الرواية الأولى مرسلة، حدث بها يحيى مرسلة دون ذكر من حدثه بها، ثم إنه نشط بعد، فذكر من حدثه بهذا الحديث، وهو زيد بن سلام، وهمام: ثقة، يحتمل منه الزيادة في الأسانيد.
كما يمكن أن يقال: إن يحيى بن أبي كثير قصر به لما حدث به هشاماً الدستوائي؛ وذلك على فرض أن الرواية المحفوظة عن هشام هي بالإرسال، حيث أرسله عن أبي سلام، ولم يسمع منه؛ وإنما سمعه من زيد عن جده أبي سلام، كما جاء في رواية همام، والله أعلم.
وانظر فيما تقدم تحت الحديث رقم (١٤٥٣) حديثاً ليحيى بن أبي كثير، اختلف عليه:
فرواه أبان بن يزيد وعلي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ. هكذا موصولاً.
وأرسله هشام الدستوائي عن يحيى؛ ومع ذلك فقد رجح أبو حاتم رواية أبان وعلي بن المبارك الموصولة على رواية هشام المرسلة [العلل (٤/ ٦٠٤/ ١٦٧٠) و (٥/٤١/١٧٩٠)].
o والحاصل: فإن هذا الإسناد: إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات سمع بعضهم من بعض، وقد أثبت سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام: أحمد وأبو حاتم؛ خلافاً لمن نفاه، والمثبت مقدم على النافي؛ لما معه من زيادة علم، ويؤيده ثبوت سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام في الأسانيد الكثيرة الصحيحة، فقد صرح يحيى بسماعه منه في أكثر من حديث صحيح، وثبت ذلك أيضاً في صحيح مسلم (٢٢٣) و (٩٣٤) [راجع تفصيل هذه المسألة تحت الحديث السابق برقم (١٤٥٣)] [وانظر أيضاً: فضل الرحيم الودود (٩/ ٢٥٥/ ٨٣١) و (١٠/ ٥٤/ ٩١٠)، وتخريج أحاديث الذكر والدعاء (٣/ ١١٣٩/ ٥٨٧)].
• وممن صحح ليحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام ممطور الحبشي: البخاري، ومسلم، وأبو حاتم، والترمذي، وابن خزيمة وابن حبان، والحاكم، وغيرهم [وانظر أيضاً: جامع الترمذي (٣٢٣٥)، والعلل الكبير (٦٦١)، وعلل ابن أبي حاتم (٣/ ٥٥٤/ ١٠٧٨)].
- وانظر فيمن وهم في إسناده على هشام الدستوائي، أو على يحيى بن أبي كثير ما أخرجه معمر في الجامع (١١/ ٧٣/ ١٩٩٤٩ - مصنف عبد الرزاق)[والوهم فيه من معمر]. والطبراني في الكبير (٢/ ١٠١ - ١٠٢/ ١٤٤٨)[والوهم فيه من حجاج بن نصير، وهو: ضعيف].
ج ومما يؤيد ثبوت هذا الحديث عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان؛ مجيئه من وجه آخر صحيح عن أبي أسماء عن ثوبان، وهو وإن كان غريباً؛ لكن غرابته محتملة: