فرواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل [ثقة ثبت]، وعبد الصمد بن عبد الوارث [ثقة]: ثنا همام بن يحيى؛
ورواه معاذ بن هشام [صدوق]، قال: حدثني أبي [هشام الدستوائي: ثقة ثبت، من أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير]؛
عن يحيى، عن زيد بن أبي سلام [وفي رواية هشام]، وعبد الصمد عن همام: حدثني زيد؛ أن جده حدثه؛ أن أبا أسماء حدثه؛ أن ثوبان مولى رسول الله ﷺ قال: … ، فذكر الحديث.
وفي رواية عبد الصمد [عند أحمد]: أن ابنة هبيرة دخلت على رسول الله ﷺ وفي يدها خواتيم من ذهب، يقال لها الفتخ، فجعل رسول الله ﷺ يقرع يدها بعصية معه، يقول لها:«أيسرك أن يجعل الله في يدك خواتيم من نار؟»، فأتت فاطمة فشكت إليها ما صنع بها رسول الله ﷺ، قال: وانطلقت أنا مع رسول الله ﷺ فقام خلف الباب، وكان إذا استأذن قام خلف الباب، قال: فقالت لها فاطمة: انظري إلى هذه السلسلة التي أهداها إليَّ أبو حسن، قال: وفي يدها سلسلة من ذهب، فدخل النبي ﷺ فقال:«يا فاطمة! بالعدل أن يقول الناس: فاطمة بنت محمد، وفي يدك سلسلة من نار؟»، ثم عذمها عذماً شديداً، ثم خرج ولم يقعد فأمرت بالسلسلة فبيعت، فاشترت بثمنها عبداً فأعتقته، فلما سمع بذلك النبي ﷺ كبر، وقال:«الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار».
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/١٥٨/٥١٤٠)، وفي الكبرى (٨/٣٥٥/٩٣٧٨)، وأحمد (٥/ ٢٧٨)، وإسحاق بن راهويه (٢/ ٣٢٩/ ٢٠٨٩)، وابن شاهين في فضائل فاطمة (١)، والبيهقي (٤/ ١٤١). [التحفة (٢/ ١٦٨/ ٢١١٠)، والمسند المصنف (٤/ ٥٠٣/ ٢٢٦٩)].
قلت: رواية الوصل أشبه عندي بالصواب من رواية الإرسال، وذلك من وجهين: الأول: أن المحفوظ عن همام بن يحيى رواية الوصل، حيث رواه عنه بالزيادة: اثنان من الحفاظ، والثاني: احتمال كون هشام الدستوائي حمله عن يحيى بالوجهين، ثم حدث كلاً بما سمع.
فإن قيل: إن معاذ بن هشام كان يغلط في الشيء بعد الشيء مع صدقه، وقد قال فيه ابن معين مرة:«ليس بذاك القوي» [انظر: التهذيب (٤/ ١٠٢) وغيره]، وله عن أبيه أوهام عُدَّت عليه، تقدم بعضها معنا في فضل الرحيم (٦/ ٢٧٠/ ٥٤٩) و (٨/٣٤/٧٠٣) و (٨/٣٨/٧٠٤) و (٨/ ٢٧١/ ٧٤٥) والحديث المتقدم برقم (١١٧٧)؛ فلا يُؤمن عليه الوهم في مثل هذا؟
فيقال: رواية الوصل محفوظة من حديث همام؛ فلا يستبعد أن تكون عند هشام بالوجهين، وأن يحيى قد حدث به مرة مرسلاً، ومرة موصولاً.