الكنوز، فقال رجل: هذا شيخ أحمق قد ذهب عقله، فقال أبو أمامة: أما إني ما حدثتكم إلا ما سمعت.
أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (٦/ ١٠٠٨٤/ ١٧٨٩)، والطبراني في الكبير (٨/ ١١٧/ ٧٥٣٨)، وفي مسند الشاميين (٢/١١/٨٢٨)، والبيهقي (٤/ ١٤٤) (٨/ ٧٦٥٥/ ٢١٨ - ط هجر).
قلت: بقية بن الوليد: صدوق، مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل، وينفرد عنهم بالغرائب والمناكير، وهو: ثقة إذا حدث عن المعروفين وصرح عنهم بالتحديث.
وقد وهم بقية في هذا الحديث حين زاد في آخره: «فقال رجل: هذا شيخ أحمق قد ذهب عقله، فقال أبو أمامة: أما إني ما حدثتكم إلا ما سمعت».
فقد رواه إسماعيل بن عياش [حديثه عن أهل الشام مستقيم، وهذا منه]، عن محمد بن زياد الألهاني، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: حلية السيف من الكنوز.
أخرجه محمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (١/ ٤٥٦)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤١٣/ ١٠٥٤٥).
وهذا موقوف على أبي أمامة قوله بإسناد شامي صحيح، وهو الصواب.
ومما يؤيد وقفه على أبي أمامة:
ما رواه عبد الله بن المبارك [وهذا لفظه عند البخاري]، والوليد بن مسلم، وبشر بن بكر التنيسي، وعيسى بن يونس [وهم ثقات، وفيهم اثنان من أثبت أصحاب الأوزاعي]، ومحمد بن كثير المصيصي [صاحب الأوزاعي، وهو: صدوق كثير الغلط]:
أخبرنا الأوزاعي، قال: سمعت سليمان بن حبيب قال: سمعت أبا أمامة، يقول: لقد فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة، إنما كانت حليتهم العلابي والآنك والحديد.
ولفظ الوليد [عند ابن ماجه] قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني سليمان بن حبيب، قال: دخلنا على أبي أمامة، فرأى في سيوفنا شيئاً من حلية فضة، فغضب، وقال: لقد فتح الفتوح قوم ما كان حلية سيوفهم من الذهب والفضة، ولكن الآنك والحديد والعلابي.
أخرجه البخاري (٢٩٠٩)، وابن ماجه (٢٨٠٧)، وابن أبي شيبة (٤/ ٢١٩/ ١٩٤٦١) و (٥/ ١٩٨/ ٢٥١٩٠)، والبيهقي (٤/ ١٤٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٢/ ٢٠٦).
[التحفة (٤/١٧/٤٨٧٤)، والمسند المصنف (٢٦/ ١٣٦/ ١١٧٤٨)] [وانظر: التاريخ الكبير (٧/ ٢٢٨)، والفتح لابن حجر (٦/ ٩٦)].
قال أبو الحسن القطان: «العلابي: العصب».
وقال الخطابي في أعلام الحديث (٢/ ١٤٠٠): «العلابي: جمع العلباء، وهو عصب العنق، وهما علباوان، والعلباء أمتن ما يكون في البعير من الأعصاب، والآنك: الأسرب»؛ يعني: الرصاص [وانظر: شرح ابن بطال (٥/ ٩٩)].