فسألت رسول الله ﷺ هي وهو، فقالت: يا رسول الله! إني امرأة ذات صنعة أبيع منها، وليس لي ولا لزوجي ولا لولدي شيء، فشغلوني، فلا أتصدق، فهل لي في النفقة عليهم من أجر؟ فقال رسول الله ﷺ:«لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم، فأنفقي عليهم».
أخرجه أحمد (٣/ ٥٠٣/ ١٦٠٨٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/ ٢٣٥/ ٣٤٦٨)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٢٦٣/ ٦٦٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٧٦٣٥/ ٣٣٣٠). [الإتحاف (١٦/ ٩٣٨/ ٢١٤٢٤)، والمسند المصنف (٣٦/ ٢٣٨.١٧٤٣٧)].
وهذا إسناد رجاله ثقات، وعبد الرحمن بن أبي الزناد؛ حديثه بالمدينة: صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون؛ إلا ما كان من رواية سليمان بن داود الهاشمي؛ فأحاديثه عنه حسان، وهذا الحديث من الأول؛ فقد رواه عنه: سليمان بن داود الهاشمي، وهو: ثقة جليل، كما رواه عنه من أهل المدينة: ابن أبي أويس [انظر: فضل الرحيم الودود (٢/ ١٧٠/ ١٤٨) و (٨/ ٢٥٩/ ٧٤٤)].
وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي: مدني، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، مات سنة (٩٤)، وقيل في وفاته غير ذلك، حديثه عن عمر وزيد بن ثابت وابن مسعود: مرسل، وهو مكثر عن: أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وعائشة، وعن جمع من الصحابة، ولعله أدرك رائطة، ولم يذكر سماعاً منها، والله أعلم [المراسيل (٤٣٠)، وتحفة التحصيل (٢١٧)، والتهذيب (٣/١٥)].
وقوله في هذا الحديث: فسألت رسول الله ﷺ هي وهو، وفي الرواية الأخرى: فسألا عن ذلك رسول الله ﷺ، يمكن حمله على اتفاقهما على ذهاب ريطة إلى رسول الله ﷺ لسؤاله عن هذه المسألة، فإن الأحاديث الصحيحة الماضية؛ حديث زينب، وحديث أبي سعيد، وحديث أبي هريرة، تقضي بكون السائل هو امرأة ابن مسعود وحدها، وأنه لم يكن معها زوجها ابن مسعود، والله أعلم.
وانظر فيمن وهم في إسناده على ابن أبي أويس، فقلب إسناد ابن أبي الزناد وجعله من حديث هشام بن عروة الآتي: ما أخرجه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٢٦٣/ ٦٦٧) [والوهم فيه عندي من شيخ الطبراني: علي بن المبارك الصنعاني، وسماه الخليلي: علي بن محمد بن عبد الله بن المبارك، وكناه أبا الحسن، روى عنه: أبو القاسم الطبراني، والعقيلي، وأبو عوانة، وروى له الحاكم في المستدرك، وصحح له، وكذا الضياء، ووثقه العراقي ضمن إسناد للطبراني، ولم يعرفه الهيثمي، وهو شيخ فيه جهالة. راجع ترجمته في: فضل الرحيم الودود (٧/ ٤٢٦/ ٦٧٦)] [والصواب: رواية البخاري عن ابن أبي أويس كالجماعة، عند ابن أبي عاصم].
ولم ينفرد به ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة به:
• فقد رواه ابن إسحاق [وعنه: إبراهيم بن سعد، وقد صرح بالسماع من هشام]،