للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويؤكد صحة الزيادة في صحيح البخاري: أن إسحاق بن راهويه قد رواه في مسنده (١٩٣٦)، وأبو نعيم في المستخرج (٢٢٤٩)، عن عبدة بن سليمان به موصولاً؛ بإثبات أم سلمة في الإسناد.

وانظر فيمن وهم في إسناده، فجعله من حديث ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة به ما أخرجه أبو طاهر المخلص في السادس من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٢٤) (١٢٤٣ - المخلصيات)، وفي السابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٢٢) (١٥٥٣ - المخلصيات). [قلت: تفرد به ابن نضلة عن ابن أبي الزناد دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم، ويحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي المدني: قال ابن أبي حاتم: «كتب عنه أبي، وسألته عنه، فقال: شيخ حدث أياماً، ثم توفي»، وقال ابن خراش: «لا يسوي فلساً»، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: «يخطئ ويهم»، وكان ابن صاعد يقدمه ويفخم أمره، وقال ابن عدي: «يروي عن مالك وأهل المدينة أحاديث عامتها مستقيمة». الثقات (٩/ ٢٦٩)، والكامل (١٠/ ٦٥٩ - ط الرشد)، وتاريخ الإسلام (٥/ ١٢٨٧ - ط الغرب)، واللسان (٨/ ٤٥٠)].

قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٣١): «وليس في حديث أم سلمة تصريح بأن الذي كانت تنفقه عليهم من الزكاة، فكان القدر المشترك من الحديث: حصول الإنفاق على الأيتام، والله أعلم».

كما رويت قصة النفقة على ابن مسعود وعياله من قبل امرأته رائطة؛ وقد قيل: إنها زينب، وأنه لم يكن لابن مسعود امرأة غيرها في زمن النبوة، وهو الأشبه، وليس فيها أيضاً زكاة الحلي:

فقد روى حسين بن محمد [هو: ابن بهرام التميمي المروذي، نزيل بغداد: ثقة]، وسليمان بن داود الهاشمي [بغدادي، ثقة]، وإسماعيل بن أبي أويس [مدني، ليس به بأس، وله غرائب]:

حدثنا [عبد الرحمن] بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن رائطة امرأة عبد الله، وكانت امرأةً صناعاً، وكانت تبيع [من صنعتها] وتصدق، فقالت لعبد الله يوماً: لقد شغلتني أنت وولدك، فما أستطيع أن أتصدق معكم [شيئاً]، فقال: ما أحب إن لم يكن في ذلك أجر أن تفعلي [وفي رواية الهاشمي: ما تحبين أن يكون لك أجران؟]، فسألا عن ذلك رسول الله ، فقال لها رسول الله : «لك أجر ما أنفقت عليهم». لفظه عند أحمد، وما بين المعكوفين للطبراني.

ولفظ ابن أبي أويس [عند ابن أبي عاصم]: عن ريطة - يعني: امرأة عبد الله بن مسعود، وأم ولده، وكانت امرأة صناعاً، وليس لعبد الله بن مسعود مال، وكانت تنفق عليه وعلى ولده من ثمن صنعتها، فقالت: والله لقد شغلتني أنت وولدك عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق معكم بشيء، فقال: وما أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر أن تفعلي،

<<  <  ج: ص:  >  >>