للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

النبي فقالت: إني سمعت منك مقالة، فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته، فأخذت حليي أتقرب به إلى الله ﷿، وإليك، رجاء أن لا يجعلني الله من أهل النار، فقال ابن مسعود : تصدقي به علي وعلى بني، فإنا له موضع، فقلت له: حتى أستأذن رسول الله ، فقال رسول الله : «تصدقي به عليه وعلى بنيه، فإنهم له موضع».

أخرجه الطحاوي (٢/٢٤).

قلت: عمر بن نبيه الكعبي: لا بأس به، وشيخ الطحاوي ثقة؛ لكن رواية الجماعة عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: أشبه بالصواب، والحديث معروف برواية عمرو بن أبي عمرو عن المقبري، وعليه: فمن قال فيه: عن عمر بن نبيه الكعبي؛ فقد وهم، والله أعلم ..

ورواه أيضاً: إسماعيل بن أبي أويس [ليس به بأس، له غرائب لا يتابع عليها]، وأيوب بن سليمان بن بلال [ثقة]:

حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المقبري، عن أبي هريرة، أن رسول الله انصرف من الصبح فأتى النساء في المسجد فوقف عليهنَّ، … فذكر الحديث بمثل حديث إسماعيل بن جعفر؛ إلا أنه قال في آخره: «أما نقص عقولكنَّ: فإن الله جعل شهادة امرأتين منكن شهادة رجل، وأما نقص دينكن: فإن إحداكن تدع الصلاة الليالي والأيام، وتفطر رمضان». أخرجه أبو عوانة (٥٤ - ط الجامعة الإسلامية)، والخرائطي في اعتلال القلوب (٢٢٩) [وفي سنده خلل، ولعل بعضهم سمى المقبري من عند نفسه، وخلط في إسناده، والعمدة على رواية أبي عوانة وابن منده]، وابن منده في الإيمان (٢/ ٦٧٦/ ٦٨٣).

قال الدارقطني في العلل (١٠/ ٤٠٢/ ٢٠٨٣) بعد أن ذكر رواية سليمان بن بلال وحده، وفيه: عن سعيد المقبري؛ قال مرجحاً قوله: «وقول سليمان بن بلال: أصح» [وانظر أيضاً: صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح (٢٥٥)]. وقال المزي في الموضع الأول: «قال أبو مسعود: هو أبو سعيد المقبري» [وهناك أقوال أخرى، اختصرت ذكرها].

قلت: الرواية فيها اختلاف على إسماعيل بن جعفر، وإن كان قول من قال عنه: عن أبي سعيد المقبري: أشبه، لا سيما وقد رواه عنه جماعة من الثقات، منهم: علي بن حجر السعدي، وهو مختص بإسماعيل حيث جمع حديثه عن شيوخه في جزء خاص، وكذلك فإن الروايات المحفوظة التي وقفت عليها من طريق سليمان بن بلال هي بإبهام المقبري، دون أن يميزه؛ هل هو الابن أم الأب؟ ويبدو أن الاختلاف فيه قديم على إسماعيل بن جعفر، لذا فقد آثر مسلم أن يحذف تعيينه من رواية علي بن حجر ويحيى بن أيوب، وأن يجعله عن المقبري، وهذا لا يقدح في صحة الحديث من جهتين: الأولى: أنه ساقه في الشواهد؛ لا في الأصول، والثانية: أن عمرو بن أبي عمرو مشهور بالرواية عن أبي سعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>