• تابعه عليه: محمد بن فضيل [ثقة]، فرواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، عن زينب امرأة عبد الله، قالت: أتانا النبي ﷺ ونحن في المسجد، فقال:«يا معشر النساء، تصدقن، ولو من حليكن»، قالت: وكان عبد الله رجلا خفيف ذات اليد، وكنت أنفق عليه وعلى أيتام في حجري، فقلت لعبد الله: يجزئ عني من الصدقة أن أنفق عليك وعلى أيتام في حجري؟، … وذكر الحديث بنحوه. أخرجه ابن خزيمة (٤/ ١٠٨/ ٢٤٦٤)، والقاسم المطرز في أماليه (٢٠)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٢٨٦/ ٧٢٩). [الإتحاف (١٦/ ٩٧٢/ ٢١٤٧٢)، والمسند المصنف (٣٦/٢٧٨/١٧٤٦٧)].
قلت: وهذا حديث صحيح، وأبو عبيدة، هو: ابن عبد الله بن مسعود، وإبراهيم، هو: ابن يزيد النخعي.
• ورواه همام بن يحيى [ثقة، وعنه: عمرو بن عاصم الكلابي، وهو: صدوق، ليس بذاك الحافظ. راجع: ما تقدم في فضل الرحيم (٥/ ٩٧/ ٤١٢) و (٦/ ٥٧٠/ ٤٣٠)]، عن عاصم [هو: ابن بهدلة]، عن أبي وائل، عن عمرو بن الحارث، عن زينب بنت عبد الله الثقفية؛ أنها حدثته: أن رسول الله ﷺ خرج على نسوة من الأنصار فيهن زينب، وهي امرأة ابن مسعود، فقال:«يا نساء المؤمنين! تصدقن، ولو من حليكن»، قالت: فأتيت ابن مسعود، فقلت: إن رسول الله ﷺ قال كيت وكيت، ولي بنو أخ وأنت زوجي، فإن كانت النفقة عليكم تجزئ عني بمنزلة الصدقة، وإلا تصدقت، فاسأل النبي ﷺ عن ذا، فقال: إني لأستحي أن أسأله، فأنت فسليه قالت: فأتيته فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي، فخرج بلال من عند رسول الله ﷺ، فقلت له: ائت رسول الله ﷺ فأقرئه مني السلام، وأخبره أن امرأتين تقولان كذا وكذا، فخرج إلينا فقال: إن رسول الله ﷺ يقول: «عليكما السلام»، وهو يقول:«إن صدقة تضعف ضعفين: ضعف القرابة وضعف الصدقة». أخرجه الخطيب في المبهمات (٨/ ٥٢٣).
قلت: وهذا حديث صحيح غريب.
• ورواه حماد بن سلمة فقصر بإسناده، قال: ثنا عاصم ابن بهدلة، عن أبي وائل؛ أن امرأة ابن مسعود، قالت: يا أبا عبد الرحمن، خرج رسول الله ﷺ علي وأنا في نسوة من الأنصار، فقال:«تصدقن، ولو من حليكن»، فسل رسول الله ﷺ إن كان إنفاقي عليك وعلى بني أخي يجزئ عني من الصدقة، وإلا أنفقته في سبيل الله؟ فقال: إني أستحيي أن أسأله، فسليه أنت فانتهيت إلى باب النبي ﷺ، فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي، فأتى علينا بلال فقلنا: يا بلال أقرئ رسول الله ﷺ منا السلام ورحمة الله، وأخبره أن لنا أزواجنا، وبني إخواننا إن كان إنفاقنا على أزواجنا وبني إخواننا يجزئ عنا، وإلا أنفقنا في