في موضعه من الموقوفات، وذلك فضلا عن كون هذا القول المخالف محفوظا عن إبراهيم النخعي نفسه، وأما قصة امرأة ابن مسعود فهي محفوظة بإسناد صحيح، أخرجها الشيخان، وليس فيها ما يدل على هذا المعنى المروي عن ابن مسعود في زكاة الحلي، والله أعلم بالصواب.
هـ وبهذا يظهر أنه لا يثبت عن ابن مسعود القول المنسوب إليه في زكاة الحلي، وعلمت أن أبا عبيد القاسم بن سلام قد أخذ بظاهر الإسناد حين قال في الأموال (١٢٩٢): «ولم تصح زكاة الحلي عندنا عن أحد من الصحابة، إلا عن ابن مسعود».
وقد أخذ إبراهيم النخعي بهذه الرواية وقال بها: فقد روى منصور بن المعتمر وعنه: سفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد، والأعمش [وعنه: أبو معاوية]: عن إبراهيم، أنه قال: في الحلي زكاة. وفي رواية: يزكى الحلي؛ الذهب والفضة. أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٨٤/ ٧٠٥٩)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٢٦٦ و ١٢٦٧)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٨٢/ ١٠١٦٣)، وابن زنجويه في الأموال (١٧٦٨). وهذا مقطوع على إبراهيم النخعي قوله، بإسناد صحيح كالشمس.
وقد ثبت أصل هذه القصة من حديث زينب الثقفية امرأة ابن مسعود، عند الشيخين، بدون زكاة الحلي: • رواه أبو الأحوص، وشعبة [وعنه: غندر محمد بن جعفر، وأبو داود الطيالسي، وأبو الوليد الطيالسي، ووهب بن جرير، وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، وعمرو بن مرزوق، وأبو زيد الهروي سعيد بن الربيع]، وسفيان الثوري [وعنه: عبد الرزاق بن همام]، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير [وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، والحسن بن علي بن عفان، وعبد الله بن سعيد الأشج]، وإبراهيم بن طهمان و [هم جميعا ثقات]:
عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن الحارث، عن زينب امرأة عبد الله، قالت: قال رسول الله ﷺ: «تصدقن، يا معشر النساء، ولو من حليكن»، [وفي رواية حفص عند البخاري: وكانت زينب تنفق على عبد الله، وأيتام في حجرها]، قالت: فرجعت إلى عبد الله، فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله ﷺ قد أمرنا بالصدقة، فأته فاسأله، فإن كان ذلك يجزي عني، وإلا صرفتها إلى غيركم. قالت: فقال لي عبد الله: بل ائتيه أنت قالت: فانطلقت، فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله ﷺ حاجتي حاجتها، قالت: وكان رسول الله ﷺ قد ألقيت عليه المهابة قالت: فخرج علينا بلال فقلنا له: ائت رسول الله ﷺ، فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك: أتجزئ الصدقة عنهما، على أزواجهما، وعلى أيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن، قالت: فدخل بلال على رسول الله ﷺ فسأله، فقال له رسول الله ﷺ:«من هما؟»، فقال: امرأة من الأنصار