فإن قيل: هشام بن يوسف الصنعاني: ثقة متقن، قدمه بعض الأئمة على عبد الرزاق في بعض شيوخهما، مثل: ابن جريج، وسفيان الثوري، بل أثنى عليه عبد الرزاق نفسه، ورفع شأنه، فقال:«إن حدثكم القاضي - يعني: هشام بن يوسف - فلا عليكم أن لا تكتبوا عن غيره»، وقد سئل أبو زرعة عن هشام بن يوسف ومحمد بن ثور وعبد الرزاق؟ فقال:«كان هشام أصحهم كتابا من اليمانيين»، وقال مرة أخرى:«كان هشام أكبرهم وأحفظهم وأتقن»، وقال أبو حاتم:«ثقة متقن»، وقال يحيى بن معين:«كان هشام بن يوسف أثبت من عبد الرزاق في حديث ابن جريج، وكان أقرأ لكتب ابن جريج من عبد الرزاق، وكان أعلم بحديث سفيان من عبد الرزاق»، وقد اعتمده البخاري في حديث ابن جريج ومعمر [راجع ترجمته في فضل الرحيم (١٠/ ٤٣٧/ ٩٩٢)].
فيقال: هو غريب من حديث هشام بن يوسف الصنعاني، حيث تفرد به أهل بغداد، ثم هو قد تردد فيه في تابعي الحديث؛ أهو عروة أم عمرة؟ مما يدل على عدم الضبط، وفي رواية عبد الله بن معاذ الصنعاني سلوك للجادة، ثم إن عبد الرزاق أثبت منهما في حديث معمر.
وتمام كلام ابن معين السابق:«كان عبد الرزاق في حديث معمر: أثبت من هشام بن يوسف، وكان هشام بن يوسف أثبت من عبد الرزاق في حديث ابن جريج، وكان أقرأ لكتب ابن جريج من عبد الرزاق، وكان أعلم بحديث سفيان من عبد الرزاق»، وقال أحمد بن حنبل:«إذا اختلف أصحاب معمر، فالحديث لعبد الرزاق»، وقال ابن المديني:«كان عبد الرزاق أشبه بأصحاب الحديث من هشام بن يوسف، كان عبد الرزاق يذاكر».
وعلى هذا فالمحفوظ في حديث معمر الإرسال.
وبهذا يكون قد اتفق اثنان من ثقات أصحاب الزهري على إرسال الحديث؛ معمر بن راشد، وعمرو بن الحارث، وهو الصواب.
خالفهما فوصله، ووهم في ذلك:
أ - صالح بن أبي الأخضر [ضعيف]، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل علي رسول الله ﷺ وعلي سواران معاودان من ذهب وفضة، فقال:«ألا أدلك على ما هو أحسن من ذلك، تجعلينه من فضة، وتخلقينه؛ فإذا هو كأنه ذهب».
أخرجه إسحاق بن راهويه (٨١١ و ٨١٢ - ط التأصيل)، والبزار (١٨/ ١٦٠/ ١٣٣).
قال البزار:«وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ﵂».
ب - أبو حريز، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: زفتني أمي، وعلي قلادة، وأظفار، وسوار فضة، فلما كان ذات يوم قلت للنبي ﷺ: لو كان لي سواران من ذهب؟ فقال رسول الله ﷺ:«لو لطخت على سواريك من زعفران، كان شبيها بالذهب».