للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن ابن شهاب، قال: أخبرني السائب بن يزيد؛ أن أباه كان يقوم خيله، فيدفع صدقتها من أثمانها إلى عمر بن الخطاب.

وقال ابن شهاب: وبلغنا أن عثمان فرض على أهل البدو، في كل فرس دينارا أو شاتين. وهذا لفظ يونس.

زاد في رواية ابن أبي حسين: قال ابن أبي حسين، وقال ابن شهاب: لم أعلم أن نبي الله سن صدقة الخيل.

أخرجه عبد الرزاق (٤/٣٥/٦٨٨٨)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٨١/ ١٠١٤٣) (٦/ ٢٤١/ ١٠٤٢٤ و ١٠٤٢٥ - ط الشثري)، وابن زنجويه في الأموال (١٨٩٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٣٢٦/ ٢٨٦٨)، ووكيع محمد بن خلف في أخبار القضاة (١/ ١٠٧)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٢/ ٩٥٦/ ١٣٦٩ - مسند عمر)، وأبو عروبة الحراني في الأوائل (١١٤).

• ورواه جويرية بن أسماء [بصري، ثقة]، عن مالك، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: رأيت أبي يقوم الخيل، ويدفع صدقتها إلى عمر بن الخطاب.

أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٣٢٦/ ٢٨٦٩)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/٢٦)، وفي أحكام القرآن (٦٣٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٤/ ٢١٧).

وهذا غريب من حديث مالك، ولم يدخله مالك في موطئه، قال ابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ٢٣٨): «قد روى جويرية عن مالك فيه حديثا صحيحا»، وقال في التمهيد (٤/ ٢١٧): «الخبر في صدقة الخيل عن عمر: صحيح من حديث الزهري، وقد روي من حديث مالك»، ثم قال: «تفرد به جويرية عن مالك، وجويرية ثقة».

قلت: حديث السائب بن يزيد في قصة أبيه مع عمر: حديث صحيح.

وأثر عثمان لا يصح.

• قال الطحاوي: «فهذا قد يحتمل أن يكون أريد به خيل التجارة، ولا يكون في هذا الحديث حجة لمن أوجب الصدقة فيها، إذا كانت سائمة ليست للتجارة».

قلت: ويحتمل الوجه الآخر؛ أن والد السائب؛ وهو: يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي [وهو: صحابي، من مسلمة الفتح، استقضاه عمر] لما رأى الناس يتصدقون عن خيلهم ورقيقهم تبرعا منهم، فعل مثلهم، ودفع صدقة خيله لعمر، من طيب نفس منه، ومن باب التبرع، كما دل عليه حديث حارثة بن مضرب وأنس بن مالك عن عمر، وذلك جمعا بين النصوص المتعارضة، وتقديما للمحكم على المتشابه، وردا للمتشابه من الآثار في صدقة الخيل؛ إلى المحكم من الأحاديث الصحيحة المرفوعة، مثل حديث أبي هريرة وعلي، في أن لا زكاة في الخيل والرقيق ما دامت للقنية، وإن كان الاحتمال الأول أقوى؛ لأجل قول السائب: فيدفع صدقتها من أثمانها، مما يشير إلى أنه كان يتجر بها، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>