للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن إسرائيل [ثقة]، عن منصور [هو: ابن المعتمر: ثقة ثبت]، عن شقيق [ووقع في رواية مصعب عند ابن جرير: عن سفيان]، عن عمر؛ أنه قال: يا أهل المدينة! لا خير في مال لا يزكى، وإن عامة مالكم اليوم الرقيق والخيل، فجعل فيما بلغ الذرع من عبد أو أمة، دينارا أو عشرة دراهم، والذرع ثلاثة أذرع، وفي الخيل عشرة دراهم، وفي البراذين خمسة دراهم، [ورزقهم].

أخرجه ابن زنجويه في الأموال (١٨٨٦)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٢/ ٩٤١ - ١٣٣٠ - مسند عمر).

قلت: قد روى عن عمر: سفيان بن وهب الخولاني، وسفيان بن عبد الله الثقفي، لكن منصور بن المعتمر لا تعرف له رواية عنهما، ومنصور مكثر من الرواية عن أبي وائل شقيق بن سلمة، ولذا فهو الأشبه بالرواية، ولا أراه متصلا؛ فإن أبا وائل في العادة يدخل بينه وبين عمر رجلا، مثل: الصبي بن معبد، وعبيدة السلماني، وزيد بن صوحان، ويسار بن نمير؛ مع قلة ما يروي عن عمر، ويمكن حمل هذا القليل على الإرسال وعدم السماع، ولم أجد له في الكتب الستة رواية عن عمر، لا سيما وأن في هذه الرواية نكارة، والمعروف أن أهل المغازي والثغور هم الذين طلبوا من عمر أن يأخذ منهم صدقاتهم في الخيل والرقيق والكراع، وقالوا: خذ من أموالنا صدقة تطهرنا بها، وتكون لنا زكاة؛ لا أن عمر هو الذي ألزمهم بها، بل إنه قد امتنع من ذلك، وعلله بقوله: «ما فعله صاحباي قبلي، ولا أفعله حتى أستشير»، بل إن علي بن أبي طالب قال له: «هو حسن، إن لم يكن جزية راتبة يؤخذون بها من بعدك»؛ فدل كل ذلك على أنه كان تبرعا منهم، وأن عمر لم يأخذها منهم حتى استشار المسلمين؛ فأشاروا عليه أن يأخذها ولا يفرضها عليهم؛ إلا أن يحمل ذلك على أنه أراد بها: عروض التجارة، دون ما كان منها للقنية، لكن يشكل قوله في آخره: ورزقهم، فإن الزكاة الواجبة لا يرزق عليها، فدل على أنها كانت بطيب نفس منهم دون أن يلزموا بها، والله أعلم.

ز - وروى عبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق بن همام، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد [وهم ثقات حفاظ]:

عن ابن جريج [ثقة حافظ]، قال: أخبرني عمرو بن الحسن؛ أن حيي بن يعلى [قال ابن المديني: «معروف»، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير (٣/ ٧٤)، والجرح والتعديل (٣/ ٢٧٤)، والثقات (٤/ ١٧٧)، والفتح لابن رجب (٣/ ٢٧٦)، والتعجيل (٢٥١)، والثقات لابن قطلوبغا (٤/ ٨٤)] أخبره؛ أنه سمع يعلى بن أمية [صحابي مشهور]، يقول: ابتاع عبد الرحمن بن أمية، أخو يعلى بن أمية، من رجل من أهل اليمن فرسا أنثى، بمائة قلوص، فندم البائع فلحق عمر بن الخطاب، فقال: غصبني يعلى وأخوه فرسا لي، فكتب إلى يعلى بن أمية، فأخبره الخبر، فقال عمر: إن الخيل لتبلغ هذا عندكم؟ قال: ما علمت أن فرسا بلغ هذا، قال عمر: نأخذ من أربعين شاة شاة، ولا نأخذ من الخيل شيئا؟! خذ من الخيل من كل فرس دينارا، فضرب على الخيل دينارا دينارا.

<<  <  ج: ص:  >  >>